برأيك لماذا تتحسس إيران من تسمية الخليج العربي رغم أن العرب لا يتحسسون من تسمية الإيرانيين له بالخليج الفارسي؟

Ad

قلت الأمر بالتأكيد له علاقة بالتاريخ، فكم من اسم لمكان جغرافي تم تغييره، وفي إيران على وجه الخصوص المسألة سياسية وليست تاريخية.

قال: كيف؟

قلت... إيران تهدف إلى الهيمنة على المنطقة كاملة وتريد أن تكون القوة العظمى فيها، وهي لا تريد أن تتنازل في أي قضية من القضايا حتى لا يشعر الجانب العربي في المنطقة أنه يستطيع أن يفرض رأيه عليها، أو حتى لا يعتقد أنه ند لها، من حقه أن يشارك في الموافقة أو الرفض في كل الأمور التي تهم هذه البقعة من العالم، ولقد زاد من غطرستها واستعراضها لعضلاتها ضعف الأمة هذه الأيام وتشرذمها وانشغال كل دولة من دولها في شأنها الداخلي ومشاكلها التي لا تخلص ولا تنتهي، فقد استطاعت إيران أن تتجاوز مرحلة استعراض القوة والإيحاء بالسيطرة على المنطقة معنوياً إلى مرحلة الدخول الى الشؤون الداخلية للدول العربية والتأثير على قرارها السيادي فهي تحكم العراق ولبنان أو تكاد، وتشارك في القرار السوري، وتمارس الضغوط الفاعلة في كل دول الخليج العربي، وتستطيع إشعال اليمن متى ما أرادت وإشغال مصر والمغرب العربي متى ما أشارت.

قال: وهل إيران بهذه القوة؟

قلت... إيران حالها حال دول العالم الثالث نمر من ورق، لكن ضعفنا وتفرقنا زادها قوة علينا، وإلا فإن الوضع الداخلي لإيران لا يؤهلها للعب هذا الدور، فالأعراق كثيرة في إيران وكثير منها يشعر بالظلم بل وبالاحتقار في بعض الأحيان، كما أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة شقت الشعب الإيراني إلى شقين لم يلتقيا ولن يلتقيا أبداً، والحرب بينهما مشتعلة لم تنطفئ نيرانها، كما أن الحصار الدولي عليها نتيجة رفضها لقرارات الأمم المتحدة أضعف قوتها العسكرية وأرجعها سنوات عديدة إلى الوراء رغم تظاهرها بعكس ذلك، ولعل ما حدث للقوات العراقية أثناء حكم صدام حسين المقبور خير دليل على ذلك.

قال: وفي رأيك ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع إيران؟

قلت... لا بد لدول الخليج من التأكيد على أنهم شركاء لإيران في المنطقة وليسوا أتباعاً لها وأن عليها أن تبرهن لهم نواياها السلمية لكل نشاطاتها العسكرية وإيمانها بحل جميع مشاكل المنطقة بالتباحث الثنائي، وعلى رأس تلك القضايا احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، وعدم تدخلها السافر والمباشر في العراق واليمن ولبنان.