بعد أن فقدت الحكومة السيطرة على الأندية الرياضية في الكويت، وأصبح التدخل الحكومي في نشاطات هذه الأندية أمراً قد يتسبب في تدخل «الفيفا» واللجنة الأولمبية الدولية وفرض عقوبات وتوقف مشاركات فرقنا في المسابقات الدولية، ولأن القائمين على تلك الأندية الرياضية أصبحوا يديرونها بلا روح رياضية، ولا حرص على تطوير الرياضة وتطوير المنافسة فيها، بل أصبحت منافذ للقوة وتجميع الأنصار، لتحقيق أهداف غير رياضية، بل هي للسياسية أقرب، وأصبحت الحرب بين الأطراف علنية جهاراً نهاراً، وأصبح الهم الأكبر للقادة الرياضيين هو تجميع الأنصار، وحشد المؤيدين عبر تسجيل الفزعة لأعضاء تلك الأندية، بعد هذا كله هجر الشباب الرياضة، والتفتوا عن متابعتها، وأصبح الدوري الكويتي من أفقر الدوريات متابعة في المنطقة، وماتت روح المنافسة في نفوس اللاعبين، وجاءت النتائج الدولية والإقليمية لمنتخباتنا صورة طبق الأصل لما يحدث في الساحة الرياضية من صراعات وحروب، وبدأ الشباب في الكويت البحث عن أشياء تشغل أوقاتهم وتستهلك طاقاتهم.
ولأن الحكومة مشغولة عن هذا كله بمواجهة أعضاء المجلس واستجواباتهم التي أصبحت أكثر من أن تحصى أو تعد، فقد غفلت عن التفكير في طريقة أخرى لاستيعاب طاقات الشباب وتوجيهها الوجهة الصحيحة.وأنا هنا أتوجه إلى الأخ وزير الشؤون، وأطالبه بتنشيط وتفعيل أندية الشباب ودعمها بميزانيات تستطيع أن تنهض بها وتساعدها على جذب الشباب وإشغالهم بما ينفعهم، وتغرس فيهم الروح الرياضية التي، للأسف، دمرها المسؤولون عن الأندية الرياضية، وانعكس ذلك كله على الممارسات الاجتماعية والسياسية التي نراها هذه الأيام... وأظن أن أندية الشباب ستكون خاضعة للوزارة، ولن يكون هناك أي عذر لعدم إدارتها بالصورة الصحيحة، وبث روح المنافسة الرياضية بين الشباب وتشجيعهم على إبراز إبداعاتهم وتنمية قدراتهم، وتعيين الإدارات ذات الكفاءة المبنية على الاختيار الرشيد، الذي لا يعتمد على التقسيمات الطائفية والقبلية والحزبية، وبهذا تستطيع الحكومة أن تنتشل الرياضة من واقعها المؤسف، وتشغل الشباب وتطلق طاقاتهم بما ينفع بلادهم.
مقالات
كلمة راس: الشباب في ذمة وزير الشؤون
25-05-2011