الرتب العسكرية في أنحاء العالم معروفة، وإن اختلفت توصيفاتها بين الدول، فمثلاً تكون النجمة أقل الدرجات بين الضباط في الدول العربية، بينما في أميركا لا يضعها إلا الألوية والجنرالات، والكويت لا تختلف عن هذه المنظومة الدولية، لكنها كما كانت سباقة في ابتداع الكثير من الأشياء غير الموجودة عند الآخرين، فقد ظهرت بدعة جديدة في وزارة الداخلية ورتبة اجتماعية تضاف إلى تلك العسكرية... وهي الضباط أبناء الذوات!
وأبناء الذوات هؤلاء اكتسبوا مكانتهم الاجتماعية بعد نجاح آبائهم في الانتخابات، وبعضهم انضم إلى هذه الطبقة بواسطة «لبس أهله للبشوت» و«الترزز» أمام كبار الشخصيات وإيهام الآخرين بأنهم من «سلالة الدماء الزرقاء»، وطبعاً لأنهم «غير» فلابد أن تكون إجراءات تعيينهم أيضاً «غير»، ولن يكون مقبولاً منهم أن يفرز أحدهم في الدوريات مثلاً أو في الحدود حتى لو كانت كتفه لا تحمل إلا النزر اليسير من النجوم، ولابد أن يخلق له مكان يليق به وباسم ابيه وعائلته!ونظرة سريعة إلى أسماء الضباط المفروزين في إدارات الفحص الفني أو في أقسام الاختبار أو في منفذ الحدود الجوي أو في مراكز الخدمة، تستطيع أن تميز... أبناء الذوات! الذين برزوا وتكاثروا في الأماكن السالفة الذكر منذ أن دخلت وزارة الداخلية في اللعبة السياسية، وأصبح إرضاء النائب الفلاني أو الشخصية العلانية السبيل السهل لضمان السلامة الشخصية لصاحب القرار في الوزارة... ولكن يقال إنه بعد تولي الشيخ أحمد الحمود مسؤولية الوزارة، والتي نتمنى أن يعود إليها بالتشكيل الجديد، بدأت تهتز كراسي هؤلاء «الضباط الصغار» الذين لا يعرفون حتى مواقع المخافر في مناطقهم، واستعد آباؤهم الذين وضعوهم في أماكنهم لخدمة ناخبيهم، لشن حملة على الشيخ أحمد الحمود، في محاولة لاستعراض القوة وليقولوا له: نحن هنا!ولأن أغلب هؤلاء الذين اختارهم الشعب لحمل الأمانة، لا يقرأون... وخبرتهم السياسية شبيهة بمعرفة المذيعين بنشرات الأخبار باللغة العربية، فهم لا يعرفون من هو الشيخ أحمد الحمود، ولا يعرفون أن كل أطياف الشعب التي قد تختلف في تأييد أو معارضة الحكومة، اتفقت على الشيخ أحمد الحمود الذي طور وأعاد إلى وزارة الداخلية هيبتها عندما تسلمها بعد الغزو، وكان مرور العسكري في دوريته في تلك الفترة كافياً لإرعاب المستهترين بالقانون.هؤلاء لا يعرفون أن الشيخ أحمد رجل مخلص، الجميع عنده سواسية، ابن العضو وسليل النبلاء والمواطن العادي، ولا يخاف في الله لومة لائم، ولكنهم بالتأكيد يعرفون أن طبقة أبناء الذوات قد بدأت نهايتها، وأن على أبنائهم أن يضعوا أوراق المحارم في جيوبهم أسوة بزملائهم لمسح العرق «الشريف» من على جباههم خلال تنظيم المرور في الشارع في ساعات الذروة!!!
مقالات
معكم : أولاد الذوات
14-04-2011