تقنيات جديدة تحكم مستقبل الغاز الطبيعي في العالم

نشر في 16-11-2010 | 00:01
آخر تحديث 16-11-2010 | 00:01
احتياجات الطاقة تتطلب استثمارات بتريليونات الدولارات
يرى الخبراء أن الغاز دخل أخيراً ميدان الحياة العملية، وقد أصبح بسرعة وقوداً انتقالياً، وربما يتحول إلى وقود المستقبل. ورغم أن المؤشرات تميل إلى مصلحة الغاز الطبيعي فإن السياسة قد تهدد مستقبل الهيدروكربون.

قال تقرير صدر أخيراً عن مجلة أوت لوك اكسبرس "OE"، إن القلق بشأن مستقبل الغاز الطبيعي هيمن على مداولات المؤتمر السنوي الفني لجمعية مهندسي البترول في مدينة فلورنسا الشهر الماضي. وركز المتحدثون على ما يتعين على هذه الصناعة القيام به من أجل تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن المؤشرات تميل إلى مصلحة الغاز الطبيعي الذي يتمتع بكل المتطلبات بشكل تقريبي – الوفرة وإمكانية الحصول عليه، إضافة إلى الاحتراق النظيف – فإن المتحدثين في جلسة افتتاح المؤتمر قالوا، إن السياسة قد تهدد مستقبل الهيدروكربون. وحسب العضو المنتدب لشركة آي اتش اس سيرا" مايكل ستوبارد "فإن من الأهمية بمكان أن يتمكن الغاز الطبيعي من إسماع صوته وطرح قضيته... ونحن نخطط لاقتصادات خالية من الكربون".

ومضى ستوبارد إلى القول، إن كيفية تقديم الغاز الطبيعي لنفسه في مداولات السياسة تعتبر حيوية بالنسبة إلى مستقبله "والتحديات التي تواجه صناعة الغاز الطبيعي ليست فنية فقط، بل إنها تشمل الجوانب السياسية أيضاً. ونحن في آي اتش اس سيرا نشعر بقلق من أن الغاز الطبيعي يتراجع في ميدان المنافسة".

وقال هوارد بيفر نائب الرئيس لدى شركة "غلوبل نيو بيزنس للتنمية" في "هيس"، إن الكثير حدث أساساً في مجال الغاز غير التقليدي في العالم". ولاحظ النماذج التجارية المختلفة جداً لتطوير المياه العميقة التقليدية والتنمية غير التقليدية للغاز، قائلاً: لا توجد أي مجازفة فعلية في الاستكشافات غير التقليدية، كما أن الغاز غير التقليدي يتطلب المزيد من عمليات الحفر وأنشطة الإتمام، وما يصل إلى 90 في المئة من رسملة التطوير في مقابل حوالي 50 في المئة بالنسبة إلى عمليات تطوير المياه العميقة.

وأضاف بيفر أن معدلات هبوط السنوات الخمس لآبار الغاز غير التقليدي تفوق كثيراً معدلات آبار المياه العميقة. وبناء على مثل هذه الفوارق فإن من الواضح بجلاء تام أن هذين النوعين من الاحتياطي في حاجة إلى نموذجين مختلفين للعمل. وفي مجال الغاز غير التقليدي يتعلق الأمر كله بتكرار العمل مرات ومرات.

ولاحظ بيفر وجود حواجز مثل الوصول الى الأرض وعمليات الترخيص وسياسة تغير المناخ والجوانب الاقتصادية والنظرة العامة إزاء هذه الصناعة.

وتطرق العديد من المتحدثين إلى صورة الصناعة، وأشار بيفر الى وجود عوامل قلق إزاء مسألة الغاز الطبيعي "بحيث يمكن أن نعتبر جزءاً من الماضي القذر. والغاز جزء من مستقبل أكثر نظافة".

دور مهيمن

وحسب ساره أورتوين رئيسة البحاث لدى اكسون موبيل فإن الغاز التقليدي سيستمر في لعب دور مهيمن، غير أن المصادر غير التقليدية ستلعب دوراً متزايداً. وتطوير المصادر غير التقليدية سيتطلب تقنيات جديدة، كما يتعين على هذه الصناعة أيضاً معالجة مسألة الازدياد في الانبعاثات المرتبطة بها، وخفض استخدام الماء ضمن أشياء اخرى.

وباختصار أضافت اورتوين أن تلبية احتياجات الطاقة التي تكفي لحوالي 8 مليارات نسمة ستتطلب استثمارات بتريليونات من الدولارات، إضافة الى تركيز مستمر على الابتكار والتجديد.

ولاحظ رئيس شركة "ايني" كلوديو ديسكالزي ان من المتوقع نمو الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة تصل الى 1.5 في المئة سنوياً حتى عام 2030 "ومعظم هذه الزيادة في الطلب ستأتي من الدول النامية".

الغاز ومستقبل الصين

وفي الصين حيث يزداد الطلب بمعدلات غير مسبوقة كان الغاز الحجري أكثر المواضيع سخونة في صناعة الطاقة خلال السنوات القليلة الماضية. وقال يان كانجانغ رئيس بتروتشاينا "نحن على يقين تام بأن الغاز الحجري سيلعب دوراً كبيراً في مستقبلنا".

وأشار الى أن الصناعة ستضطر الى تسريع خطواتها في ميدان التنمية وأن تركز على التقنيات الحديثة.

من جهة أخرى قال ستوبارد، إن روسيا تملك 23 في المئة من احتياطي العالم من الغاز وتتبعها إيران (15 في المئة) ثم دولة قطر(13 في المئة). وحسب بيفر فإن مصادر الغاز الطبيعي كبيرة جداً.

ويرى أندرو غولد وهو الرئيس التنفيذي لشلومبرغر أن الغاز دخل أخيراً ميدان الحياة العملية "وقد أصبح بسرعة وقوداً انتقالياً وربما يتحول الى وقود المستقبل".

التغيرات الحديثة العهد

وتجدر الإشارة الى أن التغيرات الحديثة العهد في متطلبات الابلاغ عن الاحتياطي لدى لجنة الأسهم والمبادلات في الولايات المتحدة احتلت مركز الصدارة. وحسب جون لي من اللجنة المذكورة فإن التغيرات التي دخلت حيز التنفيذ في بداية عام 2010 كانت لها كما يبدو "تأثيرات طفيفة" على مسألة الإبلاغ، لأن شركات قليلة فقط اختارت تقديم بيانات إضافية.

وقال جون لي: "إن التأثيرات كانت محدودة جداً" وأظن ان الناس يشعرون بقلق إزاء المسؤولية المالية، ولذلك فإنهم يتوخون الحذر الشديد. وكانت لجنة الأسهم والمبادلات طرحت حديثاً متطلبات انكشاف جديدة بالنسبة إلى الابلاغ عن احتياطي النفط والغاز لتحل محل الأنظمة التي وضعت في عام 1978. ويقول جون لي، إن الطريقة السابقة أشارت الى تقنيات قديمة ولم تأخذ في الحسبان السبل الجديدة للاستكشاف أو التوسع السريع في الأسواق الفورية للنفط والغاز.

back to top