الخزّاف فواز الدويش: الخزف في الكويت يُحتضر
يؤكّد أن المؤسّسات التعليميّة «قتلت» مادة التربية الفنيّة
يعتبر الخزاف فواز الدويش أن الخزف في الكويت يُحتضر بسبب انغلاق الخزافين الكويتيين على ذواتهم، رافضين الاطلاع على تجارب الآخرين، ومنشغلين في الصراعات هاملين بذلك الحراك العالمي في مجال الخزف، ويضيف بأنه على الصعيد التعليمي أصدرت وزارة التربية قرارات ساهمت في تدهور مستوى هذا الفن.«الجريدة» التقت الدويش بعد حصوله على المركز الأول في جائزة مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي الرابع، وأجرت معه الحوار التالي.
اتجهت منذ الصغر إلى التشكيل مبتدئاً بالرسم ثم انتقلت إلى الخزف، حدّثنا عن هذه المرحلة.منذ الطفولة بدأت أناملي بمداعبة الريشة والألوان، وبفضل رعاية والدي حققت نتائج إيجابية كثيرة، مستفيداً من تحفيزه لي خصوصاً بعد أن أدرك حجم موهبتي فوفّر لي مستلزمات الرسم كافة، ثم أثناء تحصيلي الدراسي بدأت مرحلة جديدة في صقل موهبتي.عقب حصولي على شهادة الثانوية العامة، قررت استكمال دراستي فانتسبت إلى معهد المعلمين، ومع وضوح موهبتي بشكل لافت قررت المشاركة في معارض الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية فحققت حضوراً جميلاً منذ مشاركتي للمرة الأولى وحصلت على جوائز متنوّعة. وبعد تثبيت أقدامي في مجال التشكيل انخرطت في المجال الإداري متقلداً مناصب إدارية في النادي العلمي الكويتي، ثم شاركت في تأسيس رابطة الحرف اليدوية التي أصبحت رئيساً لها عام 1993 وقد تميزت فترة رئاستي بالرقي والنمو.برأيك، ما الذي يميّز أعمالك الخزفية؟التميّز في أعمالي نتيجة بحثي الدؤوب عن كل ما هو جديد في عالم الخزف، مستخدماً تقنيات متطوّرة في الحريق وتطبيقات حديثة في الخزفيات واللون والطين، إلى ذلك من لمسات فنية مجسّدة بفكر إنساني يحاكي الطبيعة يستنطق من خلال الطين تشكيلات تعبّر عن معاناة الإنسان في دروب الحياة.هل يتطوّر مستوى الخزافين الكويتيين؟من المؤسف أن مستوى الخزف في الكويت يُحتضر بسبب عدم مواكبة الخزافين الكويتيين التكنيك العالمي من خلال أعمالهم، كذلك يفوّتون بانغلاقهم على ذاتهم فرصة الاطلاع على تجارب الآخرين، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلّق بمزاج بعض الفنانين.تؤدي هذه المعطيات كافة إلى تراجع فن الخزف في الكويت وندرة مشاركات الخزافين في المعارض التشكيلية.أدعو، من خلال جريدتكم الغراء، خزافي الكويت الى المشاركة في الورش الجماعية والمعارض الفنية التي تقيمها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، متمنياً أن تكون للخزافين اجتماعات دورية لمناقشة القضايا الفنية ووضع حلول للمشاكل التي تقوّض إبداعاتنا وتجعلنا ندور في حلقة مفرغة من التنافر والتناحر.يعدّ حصولك على المركز الأول في مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي الرابع وفوزك بجائزة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إنجازاً للخزافين في الكويت، هل يُعتبر هذا الفوز تفوقاً للخزف على الرسم؟تشرّفت بحصولي على جائزة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح من خلال عمل مركّب والتي جاءت بعد مجموعة جوائز حصلت عليها خلال مشواري، لكن لهذه الجائزة تحديداً طعم آخر لا سيما أنها وضعتني في تحدٍّ جديد فقررت خوض المنافسة في معارض خارجية. أما في ما يتعلق بتفوّق النحت على الرسم فأعتقد بأن الجائزة تضم أقساماً متنوّعة، لذا لا ضير إن ذهبت الى عمل خزفي أو منحوتة فنية. ما الفرق بين العمل الفني والعمل التجاري؟ينبع العمل الفني من أحاسيس الفنان ومشاعره، ولكل عمل فني قيمته المعنوية والأدبية، أما العمل التجاري فهو يفتقد الى التقنية المحترفة، لذا تكون قيمته الفنية أقل بكثير من العمل الفني الرصين.إلى أي مدى تساعد دراسة الفنون التطبيقية في الابتكار؟يمنح التطبيق العملي قدرة كبيرة على اكتشاف الأدوات المساعدة في تنفيذ العمل الفني، كذلك تركّز الدراسة التطبيقية على تطوير أدوات الفنان من الناحية الأدبية، مكتسباً مفردات أكاديمية تساعده في تقديم تفاصيل العمل الفني بكل دقة وبطريقة علمية، أما الابتكار فهو من خيال الفنان الموهوب.تجوّلت في دول أجنبية كثيرة، ما الفرق بينها وبين الكويت في ما يتعلّق بصناعة الخزف؟رصدت خلال هذه الرحلات تطوّر الخزف في العالم، واكتسبت خبرات كثيرة في التعامل مع الطين، إذ تغيّرت المفاهيم التي يتعامل من خلالها الخزاف مع العجينة، وتطوّر فن الخزف وتجاوز بمراحل كثيرة فكرة انجاز الآنية الخزفية بعجلة الخزاف القديمة. ثمة أسس ومعايير حديثة تطبَّق في فن الخزف محتفظةً بمحاوره الثلاثة: الكتلة والفراغ الخارجي والفراغ الداخلي، إذ لم يشأ خزافو العالم أن يكونوا بمعزل عن تطوّر الفنون الأخرى، باحثين عن أساليب حديثة تضع الخزف في خضمّ المعاصرة، فاتجهوا إلى تقديم أعمال مركبة تحاكي الطبيعة والواقع رافضين اقتصار فنّهم على الآنية الخزفية. يمرّ العالم العربي بأزمات سياسية واقتصادية، ما تأثير ذلك على إنتاجك الفني وهل تترجمه في أعمالك؟لا يستطيع الفنان العيش بمعزل عن الواقع المحيط به فيترجم إحساسه ومشاعره عبر أعمال فنية ترمز إلى أمور سياسية واقتصادية وإلى قضايا اجتماعية، لكن ليس بالضرورة أن يستخدم الترميز في معظم أعماله. هل تعتقد بأن المؤسسات التعليمية تساهم في تطوير الإبداع؟من المؤسف أن المؤسسات التعليمية «قتلت» مادة التربية الفنية من خلال قراراتها العشوائية، فلم تعد لهذه المادة أهمية لا سيما بعد تصنيفها ضمن قائمة المواد غير الأساسية، لذا تجد ندرة في إنتاج الأعمال الخزفية في مدارس وزارة التربية. نأمل أن ينصفنا المسؤولون خلال الفترة المقبلة ويعيدون الى الخزف هيبته.ما خطة مجلس الإدارة الجديد الذي حظي بثقة الفنانين التشكيليين؟اعتمد مجلس الإدارة الجديد خطة عمل للموسم المقبل، وقد حضّرنا للمعارض التي ستنظّمها الجمعية التشكيلية سواء الفردية أو الجماعية، وافتتحنا الورشة الصيفية التي شارك فيها عدد كبير من الفنانين بالإضافة إلى تدشين مجموعة دورات في الخزف والرسم والنحت، وتنظيم معرض وورش مع فنانين من دول خليجية وعربية وأجنبية.