قال لي مستغرباً وبألم بادٍ على قسمات وجهه، لماذا تحارب إيران دول مجلس التعاون رغم أن هذه الدول دول مسالمة وتسعى في العلن والسر لمد يد التعاون معها؟

قلت: الأمر لا يحتاج إلى تفكير كثير... فإيران الخميني أعلنت منذ الأيام الأولى لنجاح ثورتها ضد حكم الشاه أن أولى أولوياتها وأعظم أهدافها هو تصدير الثورة وعقيدتها إلى الدول العربية وبالذات دول الخليج العربي سعياً للسيطرة عليها وإعادة بناء الإمبراطورية الفارسية التي مازال الإيرانيون يحلمون بها، ولتحقيق هذا الهدف بذل القادة الإيرانيون الغالي والنفيس ورصدوا الميزانيات الضخمة وبدأوا بتأسيس حزب الله وتدريب أفراده والسعي لتشكيل الخلايا والأحزاب المحلية في دول الخليج العربي لإيجاد القواعد التي يمكن أن تنطلق منها حملات التخريب وزعزعة الاستقرار ثم الانقضاض على أنظمة الحكم في تلك الدول، والشواهد كثيرة لا تخفى على أحد من مواطني دولنا الخليجية ولا على المتابع لأخبارها.

Ad

وقد نجح الساسة الإيرانيون في تحقيق بعض أهدافهم وأحلامهم في السيطرة على المنطقة العربية وسجلوا اختراقات كبيرة كما حدث في لبنان، ثم كان النجاح الأكبر في العراق وكادوا ينجحون في اليمن عندما حركوا الحوثيين، ثم جاءت الثورات الشعبية العربية فظنوا أن الفرصة سانحة للانقضاض على أصغر دول الخليج مساحة، فأعطوا الضوء الأخضر للتنظيمات التابعة لهم لتبدأ تحركها السريع للسيطرة على الشارع البحريني وتطوير احتجاجاتها لتصبح ثورة ضد نظام الحكم والبراءة منه وإعلان الولاء التام لنظام الحكم في إيران برفع أعلام حزب الله وصور الخميني وخامنئي بصورة فجة وصادمة تظهر مدى ارتباط تلك الأحزاب بالتبعية والولاء لإيران، وتكشف الأهداف الحقيقية وراء تلك الثورة التي افتعلوها ونظموها استغلالاً للظروف التي تمر بها المنطقة العربية، وكانت ردة الفعل الإيرانية دليلاً آخر يظهر التنسيق بين تلك الأطراف والقيادة الإيرانية... وهكذا تستطيع الآن أن تعرف الأسباب وراء الشبكة التجسسية الإيرانية في الكويت، وسعي المخابرات الإيرانية لتجنيد مزيد من المواطنين والمقيمين في دول مجلس التعاون لتحقيق هذا الهدف الذي قامت عليه دولتهم.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة