حرام... حلال... حرام!
لماذا تعطل فتوى لرجل دين ويدفع المجتمع ثمنها تخلفا على مر الزمن ثم يأتي آخر ويقول: لا هذا جائز والدليل كذا؟ وكم تكلف مثل هذه التحولات في الفتاوى الدولة من أموال طائلة حينما تعزل المرأة عن العمل والمشاركة في التنمية؟ ومن يحاسب رجال الدين على هذا التلاعب؟
أول العمود: لاعب منتخب كرة القدم فهد العنزي يسدد أهدافاً على منتخبات دول الخليج، والحكومة تسدد ضد أسرته أهدافاً لتخرجهم من سكنهم في الصليبية.
*** فجر رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة أحمد الغامدي الأسبوع الفائت قنبلة بإجازته قيادة المرأة للسيارة ومن دون غطاء للوجه، وقوله إن الاختلاط جائز. الغامدي قال ذلك في مؤتمر حول المرأة والتنمية، عقد في جدة بحضور نسائي صفق كثيرا لهذه "الهدايا الشرعية".ونسأل هنا: من يحاسب من على ما فات من عقود وأزمان على فتاوى التحريم بشأن حركة المرأة والغناء والرسم والتصوير والنحت والتمثيل والسينما وكل ما يتعلق بحياة الناس الاجتماعية؟ ولماذا تعطل فتوى لرجل دين ويدفع المجتمع ثمنها تخلفا على مر الزمن ثم يأتي آخر ويقول: لا هذا جائز والدليل كذا؟ وكم تكلف مثل هذه التحولات في الفتاوى الدولة من أموال طائلة حينما تعزل المرأة عن العمل والمشاركة في التنمية؟من يحاسب رجال الدين على التلاعب بالدين: فمرة هذا حلال وذاك حرام، ومرة أخرى العكس تماما، وفي كل مرة ومع كل فتوى ينقاد الناس وراءهم كالقطيع حتى تنكشف زيف أدلتهم وكذبهم على الله ورسوله.الفطرة والطبيعة الإنسانية تتماشى مع ما جاءت به الأديان من مبادئ، ويستحيل أن تكون هناك محظورات على فطرة الإنسان في أن يتفاعل مع الحياة، فينتج نغما جميلا أو تمثالا أو لوحة أو أن يختلط مع امرأة في جامعة أو مكان للعمل يخدمون معا احتياجات الناس.نحن بالطبع نشجع صدور مثل هذه الفتاوى التي تكسر ما قبلها بل الإكثار منها، خصوصاً فيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية المرتبطة بحركة الناس اليومية المطلوبة لاستمرار الحياة بشكل طبيعي، لكن ما نعترض عليه هو التذبذب بين رجل دين يؤكد حرمة مسألة في حقبة من الزمن ليأتي آخر ويقوم بانقلاب عليها ويتوه الناس ويحتارون ويتحسرون على حلال حرموه على أنفسهم... تماما كما يحدث اليوم مع قصة الشيخ الغامدي ومن سبقوه مع السيارة والنقاب والاختلاط.