عقولنا الصغيرة


نشر في 20-12-2010
آخر تحديث 20-12-2010 | 00:00
 أ.د. غانم النجار «العقول الكبيرة تناقش الأفكار والعقول العادية تناقش الأحداث، أما العقول الصغيرة فتناقش وتركز على الأشخاص».

يلاحظ على الجدل والعراك اللفظي الدائر في المجتمع أنه يركز على تحليله للأشخاص ودورهم في الأحداث، ويبتعد كثيراً عن المبدأ الأساسي وهو هل كرامة الإنسان وحمايتها وصيانتها تأتي في مقدمة أولوياتنا أم أنها مسألة فيها نظر وحسب الشخص المنتهكة كرامته. وهنا لا نستثني أحداً من الطيف السياسي، فاستسهال وقبول العدوان على من لا نحب يكاد يتحول إلى ماركة مسجلة.

وفي إطار استغراقنا في تحليل الأشخاص والشخصيات ينحرف بنا الطريق بسرعة عن المبدأ ولا يصبح له وزن ولا قيمة.

تمنيت أن أفهم، على سبيل المثال، ما هو الدافع المقنع لأن تتجاسر قوة أمن وتدخل منزلاً وتقتلع منه إنساناً تصادف أنه د. عبيد الوسمي، حيث قد يكون أي شخص آخر، وتسحبه، وتشبعه ضرباً حتى الإغماء؟ كيف لذلك الفعل العدواني أن يحمي أمن البلد ويطبق القانون؟ وكيف لذلك الفعل اللاإنساني أن يتطابق مع ما نص عليه الدستور والمواثيق الدولية التي انضمت إليها الكويت، وعلى رأسها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية؟

لا أظن أن هناك رداً منطقياً، باستثناء هز الرؤوس، أما أظرف رد سمعناه فقد كان لوماً لجهاز الأمن والحكومة ليس لأنها تعدت على مواطنين عزل، لكن لأنها كافأت جماعة إلا الدستور وأعطتهم حجة ضد خصومهم.

بالطبع كرامة الإنسان ليس لها مكان في جدل العقول الصغيرة التي لن يكون نصيب المجتمع من جدلها إلا الخراب وننتقل شيئاً فشيئاً من مشروع دولة دستورية إلى ما هو أقل من ذلك بكثير. آن الأوان لكي ننتقل من حالة السير على حبل مشدود، إلى أن نجيب عن السؤال الجوهري: هل نريد دولة دستورية؟

* رحيل وائل:

هكذا بدون مقدمات وبشكل مفاجئ رحل عنا الأخ الكبير وائل الصقر، وبقدر ما كان رحيله مفاجئاً بقدر ما كان الألم عميقاً، رحمك الله يا أبا صقر وألهم ذويك الصبر والسلوان.

back to top