بعد أربعة عقود من الرحيل، تحوّلت الذكرى الأربعون لرحيل الزعيم جمال عبدالناصر، التي وافقت يوم أمس، إلى مناسبة سياسية بامتياز، ربما لأول مرة منذ ثلاثة عقود على الأقل.

Ad

فقد شارك فيها الآلاف من المعزِّين، تقدمهم المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ممثلاً عن رئيس الجمهورية، والكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، وسامي شرف، سكرتير الرئيس جمال عبدالناصر للمعلومات، وعلاء مبارك الابن الأكبر للرئيس، وسمعت فيها هتافات ضد التوريث وبكاء كثير، كأنَّ البعض لايزال يستجير بالرجل الذي قاوم الاستعمار وأجرى أهم الإصلاحات الداخلية وقاد الأمة نحو الاستقلال والكرامة.

أبناء الرئيس الراحل وقفوا أمام ضريحه في منطقة "كوبري القبة" خالد وعبد الحكيم ومنى وهدى، بينما رفع أحد الحضور لافتة كُتِب عليها "ألف رحمة ونور على الرجولة من بعدك يا أبوخالد" وعلقها بجوار الضريح. وتعالت هتافات عشرات المتظاهرين من أعضاء حزبي "الناصري" و"الكرامة": "الوداع يا جمال يا حبيب الملايين"، و"عبدالناصر يا حبيب بكرة ننسف تل أبيب".  

عبد الحكيم، الابن الأصغر للزعيم قال: "ناصر كان أكبر عدو للصهيونية وكان العقبة الرئيسية في نجاح مشروعها ويكفي أن يقول بن غوريون عند رحيله: الآن زال أكبر خطر، ولذلك فإن توقيت رحيله يثير الشكوك".

أما منى عبدالناصر، فقد ردت على أسئلة حول تصريحات للكاتب محمد حسنين هيكل التي أثارت ضجة كبيرة، والتي استبعد فيها الكاتب الكبير أن يكون فنجان القهوة الذي قدمه الرئيس أنور السادات إلى الزعيم عبدالناصر سبباً في وفاته. وقالت منى - أرملة أشرف مروان: "أنا ووالدتي فقط كنا معه في الغرفة وقت وفاته، وأنا على يقين أنه توفي بطريقة طبيعية".

"جميع البسطاء من المصريين يحبونني ويأخذونني بالأحضان عندما يعلمون أني حفيد عبدالناصر"، بهذه العبارة لخَّص خالد عبدالحكيم عبدالناصر شعور ملايين المصريين تجاهه. وأضاف: "في إحدى زياراتي للبنان، تحسست امرأةٌ جبيني فور معرفتها أنه جدي، كأنها تحاول أن تشمَ رائحته فيَّ".