أعرف العم محمد عبر بناته، وعبر زاويته «الله بالخير» تلك الزاوية التي تربينا على وجودها في صحيفة «القبس»، كان حبيب القراء وسيظل «رمزاً من رموز الكويت» الذين سنفتخر بهم دوما، فقد غادر الحياة كما كان مبتسما... لذا يجب أن نبتسم حينما نتذكر هذا الرمز حتى إن ملأت الدموع أعيننا. كنت في إحدى محاضرات الإعلام- الزمن 1998 إن لم أكن مخطئة- كانت هذه الزميلة تتسم ببساطة الشكل وجمال المظهر والمضمون، جمعتنا صداقة بسبب زمالة في أثناء الدراسة واكتشفت مدى نقاء هذه الصديقة الجديدة ورقيها ووفائها آنذاك، حتى أصبحت واحدة من أعز الصديقات، وعرفت بعدها مصادفة أنها ابنه الكاتب وعم الصحافيين- كما أطلق عليه- العم محمد مساعد الصالح.
كانت مي نعم الصديقة، فلم تتخاذل يوماً عن تقديم أي مساعدة أو نصيحة لي، ورغم أنها من أسرة معروفة، فإنها تتسم بتواضع غريب يجعلك تتساءل كيف تمت تربيتها على هذه الأخلاق الحميدة.أعرف العم محمد من تربيته لبناته مي وشيخة وبلقيس، عائلة جميلة كان لي شرف معرفتهن في أثناء دراستي الجامعية وحتى اليوم، قد تلهينا الحياة، ولكن المودة والمحبة لهذه العائلة ملتصقة بقلبي.كنا نتحدث كثيراً عن أمور الحياة أنا ومي، وكان يجمعنا عشق غريب لآبائنا، ونخاف من معرفة أعمارهم حتى لا نفزع من فراقهم، حتى جاءتني رسالة تعلن وفاة العم محمد مساعد الصالح في يوم خميس كان يوماً غائماً، تتراكض ذكرياتي مع مي طوال اليوم، لن أنسى أنها أول من شجعني على الكتابة خلال سنوات الجامعة، وحثتني على الكتابة في إحدى الجرائد الكويتية بدلا من جريدة الجامعة، ولطالما آمنت بموهبتي وشجعتني على الاستمرار، وكانت حريصة على نقل الرسائل الإيجابية التي تصلها حول كتاباتي ورأي والدها المشجع عن بعض مقالاتي، هكذا هي مي سليلة هذه الأسرة التي أجادت تربية أبنائها على أحسن الأخلاق وأروعها.كنت أعرف العم محمد عبر بناته، وعبر زاويته «الله بالخير» تلك الزاوية التي تربينا على وجودها في صحيفة «القبس»، كان حبيب القراء وسيظل «رمزاً من رموز الكويت» الذين سنفتخر بهم دوما، فقد غادر الحياة كما كان مبتسما.لذا يجب أن نبتسم حينما نتذكر هذا الرمز حتى إن ملأت الدموع أعيننا... يجب أن نتذكر كم من مرة أسعدنا هذا الرجل بكتاباته الساخرة وأسلوبه السهل الممتنع.خالتي حصة... مي... شيخة... بلقيس... طلال... طارق، كونوا كما أنتم متواضعين محبين للحياة ومتقبلين لقضاء الله وقدره... إلى جنة الخلد يا «بو طلال».
مقالات
منظور آخر: حينما عرفت مي
17-10-2010