في الأسبوع الماضي سألني أحد الأصدقاء: هل يجوز أن يقوم الكاتب بكيل المديح لأحد المسؤولين في الدولة؟ وقبل أن أرد وأجيب عن سؤاله تذكرت بعض الكتاب الذين يقدمون لكل جملة قد تحمل مديحاً لأحد المسؤولين بأنهم لا يحبون أن تسيل أحبار أقلامهم على صفحات مقالاتهم لتمدح أحد المسؤولين ويتبرؤون من ذلك، ويحاولون أن يقدموا الأعذار إلى القارئ وكأنهم اقترفوا ذنباً يحاولون التوبة عنه... قلت: وهل يجوز للكاتب أن يوجه سهام النقد إلى أحد المسؤولين في الدولة؟... بدت على وجه صاحبي علامات الاستغراب ورد علي بشكل حاسم! طبعاً وهل مهمة الكاتب إلا بيان عورات المسؤولين وتوجيه الأنظار إلى أخطائهم وكشف التلاعب في وزاراتهم وإداراتهم كي يكونوا عبرة لمن خلفهم؟

Ad

قلت أنا معك... فالكاتب عليه أن ينقد الخطأ متى ما رآه وأين ما وجده فاستمرار الخطأ خطر لابد من التنبيه إليه... فهدفنا جميعاً... الإصلاح... أليس كذلك؟... قال: نعم... قلت: طيب... وإذا رأى الكاتب أحد المسؤولين المصلحين الجادين، المخلصين... في عملهم ماذا يفعل؟... يقول هذا واجبه وليس له فضل ويترك هذه الصورة الجميلة في الظل لا يسمع عنها أحد... أم يشيد به ويثني عليه وينبه الناس جميعاً إليه كي يكون مثلاً يحتذى ويضيف إلى شموع الأمل شمعة أخرى فيزداد الضوء قوة وإشراقاً؟

قال لي: وهل في بلدنا صور جميلة؟ قلت: كثير لكنهم يعملون في صمت وسكون.

أحمد الفهد... السفير... مدير مكتب صاحب السمو أحد المسؤولين المخلصين الجادين في عملهم... رجل لم يغيره المنصب الكبير ولم يزده إلا تواضعاً وتواصلاً مع الناس... يخجلك بجم أدبه وحسن استقباله ولباقة كلماته، حتى يشعرك بحميمية المكان رغم هيبته، وبترتيب المواعيد رغم كثرتها، وبسلاسة التعامل رغم المشاغل والمهام الكثيرة والكبيرة... إنه أحد الرجال الذين يعملون بصمت ويخدمون أميرهم وبلادهم دون بهرجة... رجل عرفت عنه ما يستوجب الثناء فأحببت أن أشكر له بعض صنيعه... وسأظل إن شاء الله أفعل ذلك مع كل رجل فيه ما يستوجب الإشادة، فبلدنا والحمدلله مازال بخير.