بعد نجاحه في امتصاص انتقادات المعارضة في أعقاب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، يستعد الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم في مصر خلال مؤتمره السنوي الذي ينطلق غدا (السبت) لمواجهة "ثورة غضب" داخلية.
وبحسب المراقبين سيقود هذه "الثورة" عدد كبير من قيادات الحزب الذين تخلى الحزب عن الدفع بهم في الانتخابات الأخيرة، أو حتى أولئك الذين نجحوا في الوصول إلى قبة البرلمان، لكن قيادة "الوطني" حالت دون توليهم لمناصب قيادية داخل البرلمان لمصلحة نواب جدد مقربين من التيار الجديد داخل الحزب، وأمين تنظيمه النائب النافذ أحمد عز، في انتصار ملموس لهذا التيار في مواجهة "الحرس القديم" الذي تداعت حصونه بقوة في المعركة الانتخابية الأخيرة، وبدا عاجزا عن الحفاظ على موضع قدم تحت شمس الحزب، وتوارى كثير من رموزه إلى الظل.وكان الحزب "الوطني" أجل مؤتمره السنوي السابع في شهر نوفمبر الماضي، بسبب المخاوف من تفجر الصراعات بين قيادات الحزب وكوادره، خاصة بالمحافظات نتيجة محاولة تصفية عدد كبير من قدامى الكوادر الحزبية بتلك المحافظات، وهو ما وضح جليا خلال الانتخابات الأخيرة، التي أدت إلى اختفاء عدد كبير من الوجوه البرلمانية التي اعتادت الوجود تحت قبة البرلمان لمصلحة الوجوه الجديدة التى تجاوزت نسبتها في برلمان 2010 (70 في المئة من إجمالي عدد نواب البرلمان).ويحاول الحزب جعل المؤتمر مناسبة لترتيب الأوراق وإعادة ترتيب البيت من الداخل والظهور متماسكا أمام الرأيين العام الداخلي والخارجي، إلا أن مراقبين للشأن الداخلي بالحزب يرون أنه من الصعب احتواء "النيران الصديقة" التي من المتوقع أن يكون المؤتمر ميدانا لها في ظل حضور نحو 2700 من كوادر الحزب.وأدت اختيارات "الوطني" لقيادات اللجان النوعية بمجلس الشعب، في تصعيد جديد لحالة التوتر التي يشهدها الحزب خلال فترة الانتخابات، وهدد عدد ممن تم استبعادهم من قيادة اللجان بتغيير توجهاتهم السياسية، وتكوين جبهة معارضة داخل الحزب، في حين استنكر عدد من النواب اختيار بعض رؤساء اللجان بعيدا عن تخصصاتهم وخبراتهم العلمية، وشمل التجديد في رؤساء اللجان 14 لجنة من مجموع 19، في حين زاد نصيب ضباط الشرطة السابقين بالمواقع القيادية في اللجان وتولى عدد من ضباط الشرطة السابقين رئاسة بعض اللجان وتولى آخرون الوكالة.في المقابل يفتتح رئيس "الجمعية الوطنية للتغيير" د. محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤتمر السنوي الثالث لحركة "6 أبريل" المعروف بمؤتمر "القلة المندسة" الذي يعقد بالتزامن مع المؤتمر السنوي للحزب الحاكم.
دوليات
«الوطني» يعقد مؤتمره غداً... ويواجه «ثورة غضب»
24-12-2010