إن الصورتين المنشورتين لـ «بوعبدالعزيز» يوم الاثنين الفائت في «الجريدة» والزميلة «الراي» في محاولة لتذكيره بمواقفه المؤيدة لمشروعية غرفة التجارة وأي محاولة شبيهة طريقها مسدود، فالسعدون لا يحتاج إلى تنشيط ذاكرة لأنه الذاكرة ذاتها، فهل نفع الضغط عليه من قبل كي يساند حقوق المرأة السياسية وهو داعية احترام الدستور. يجسد النائب أحمد السعدون مقولة «العبرة بالأداء وليس بالعمر»، فهو بسم الله ما شاء الله، يقوم بواجباته النيابية كأن الزمن متوقف عند عام 1975 عندما نجح في الانتخابات النيابية لأول مرة، دقيق كل الدقة، ملم بمدارات الكلام وإن اتسعت بالأحاديث الجانبية، عيناه كالكاميرا يكفيها أن تراك مرة حتى يفتح لك «فايل» مع صورة «أربعة× ستة»، يمتلك قدرة ملاحظة يحسده الشباب عليها، وآخرها تلك الوقفة المهيبة في سهرة الاستجوابات الأربعة التي نبه فيها رئيس مجلس الأمة- والبعض نيام- بضرورة تعديل موعد جلسة طرح الثقة بوزير الداخلية بعد أن تجاوزت الساعة منتصف الليل ودخل ميقات اليوم الجديد.
وبسبب «بوعبدالعزيز» أعترف هنا علناً أني تخليت عن نظرية الإزاحة السياسية لرموز العمل الوطني الديمقراطي التي اعتنقناها أيام الجامعة، لأنه لم يكن من المعقول أن نطالب بضرورة تداول السلطة ورموز المعارضة موجودون في مواقعهم منذ الأزل، ولكن واقع الانتخابات التي يعين فيها الناخب النائب ومقولة «العبرة بالأداء وليس بالعمر» هما اللذان غيّرا أفكاري بشكل عام، ودفعاني بشكل خاص إلى أن أبوح للنائب السابق عبدالله النيباري بما كنا نفكر فيه ونحن في عز حماسة الشباب، ربما لأنه شارف على فقدان حياته بسبب رصاصات سراق المال العام، وهذا برأيي شيء كاف لأن أخجل وأصوّت له في كل انتخابات ولا أفعل كما فعل غيري الذين استبدلوا التاريخ والخبرة والأداء بنائب «متسلفف» نسبة إلى السلف، جاهر بمعاداة حق المرأة بالمشاركة السياسية حتى لو عاد الزمن إلى جلسة المرأة التاريخية، ومع ذلك أقبلت عليه ناخبات «جاردن سيتي» مرة ثانية، ولكن لا بأس هذه هي الديمقراطية بحلوها وطينها.أعود إلى «بوعبدالعزيز» لأقول إن الصورتين المنشورتين له يوم الاثنين الفائت في «الجريدة» والزميلة «الراي» في محاولة لتذكيره بمواقفه المؤيدة لمشروعية غرفة التجارة وأي محاولة شبيهة طريقها مسدود، فالسعدون لا يحتاج إلى تنشيط ذاكرة لأنه الذاكرة ذاتها، فهل نفع الضغط عليه من قبل كي يساند حقوق المرأة السياسية وهو داعية احترام الدستور الذي يعرف أن قانون الانتخاب الذكوري باطل؟ وهل تظنون مثلاً أنه غائب عن سياسات الحكومة المتعسفة هذه الأيام ضد إقامة الندوات دون غطاء قانوني، ولكنه رجل لديه حسابات معقدة ومواقيت لا يعرفها أحد غيره.كان الأجدر مثلاً البحث في أسباب «قلبة» السعدون على الغرفة وكيف أصبح هو وكورال الشيخ أحمد الفهد النيابي واقفين على خط واحد بعدما اكتشفوا بعد «سنين الطواعين» أن في الكويت غرفة للتجارة والصناعة؟ خمّنوا فقد يكون ما يفعله هو رد على تحرشات بعض الصحف المحسوبة على الغرفة به منذ سنوات عدة بالمانشيتات الملونة والصور الباهتة، ابحثوا فقد تجدون تفسيراً منطقياً لما يحصل.خلاصة القول إن النائب أحمد السعدون يعلم مسبقا أن إعلان موقفه من مشروع قانون غرفة التجارة الجديد له ثقل خاص، لذلك هو ممتنع عن إعلان موقف واضح، لأنه كما قلت من قبل هو رجل لديه حسابات معقدة ومواقيت لا يعرفها أحد غيره.الفقرة الأخيرة: ليسقط «الدقوس» وكل من رفع سعر كرتونة الطماطم... وإلى أن تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي أعلن أني ملتزم بحملة «خلها تخيس»... والله الموفق.
مقالات
الاغلبية الصامتة : لا تسألوا الصاحي عن الماضي
07-10-2010