افتتحت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، دورتها السنوية الـ65 في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، بحضور ممثلين عن الدول الـ192 الأعضاء في المنظمة، وعلى جدول أعمال الاجتماع قائمة طويلة من القضايا التي ستتم مناقشتها والعمل على إيجاد حلول لها، بدءاً من الأزمات السياسية التي يشهدها العالم، مروراً بالصعوبات الاقتصادية، وصولاً إلى  قضية التغير المناخي.

Ad

وجاء افتتاح الدورة عقب ثلاثة أيام من المناقشات بشأن تسوية المشاكل الاجتماعية في أنحاء العالم وفق مشروع الأمم المتحدة المعروف باسم "الأهداف الإنمائية للألفية".

ودعا رئيس الجمعية العامة والرئيس السويسري السابق جوزيف ديس، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال جلسة الافتتاح أمس، إلى شراكة عالمية  تكون فيها أصوات جميع المساهمين مسموعة.

وأشار ديس إلى قضايا الفقر والنزاعات والاحتباس الحراري، والأزمة الاقتصادية والمالية والهجرة، والأمراض الوبائية، والإرهاب والجريمة الدولية وعدد كبير من القضايا الأخرى، وأكد أن "هذه القضايا لها عواقب لا يمكن التعامل معها على مستوى فردي، والبشرية لا يمكن أن تتعامل معها إلا من خلال استراتيجيات عالمية مشتركة".

وكان من أبرز الرؤساء المتحدثين في جلسة أمس، الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي تأخر عن الوقت المحدد لإلقاء كلمته، فتمت دعوة الرئيسة السويسرية دوريس ليوتارد لتلقي كلمتها في الوقت المخصص له. وهذه هي المرة الأولى التي يتأخر فيها رئيس أميركي عن موعد إلقاء خطابه.

ووفقاً لتقاليد الأمم المتحدة، كانت البرازيل المتحدثة الأولى في كل دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1946، وتأتي بعدها الولايات المتحدة.

وجدّد أوباما في كلمته الشاملة التزامه عمليةَ السلام في منطقة الشرق الأوسط، ودعا إيران إلى العودة إلى المفاوضات لتسوية أزمة برنامجها النووي، كما عبَّر عن تفاؤله بالأوضاع الاقتصادية في العالم، بينما أكد أن بلاده ستشن حرباً أكثر فعالية ضد الإرهاب.  

وفي موضوع السلام في الشرق الأوسط، أعرب الرئيس الأميركي عن ثقته بإمكان التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية خلال عام، داعياً دول العالم إلى دعم المفاوضات المباشرة التي ترعاها بلاده بين الطرفين.

وفي ما يخص الملف الإيراني، أكد أوباما أن بلاده لاتزال مستعدة لإجراء مفاوضات دبلوماسية مع إيران، لتسوية النزاع الخاص بملفها النووي قائلاً: "الباب مازال مفتوحاً أمام الدبلوماسية إذا اختارت إيران أن تسلك هذا السبيل". ودعا طهران إلى التعاون لكي تثبت أن أنشطتها النووية مخصصة للأغراض السلمية فقط ولا تهدف إلى الحصول على سلاح نووي.

وعن ملف الحرب مع الإرهاب، أشار الرئيس الأميركي إلى أن بلاده "تشن حرباً أكثر فعالية" ضد تنظيم "القاعدة"، وتركز الآن على إلحاق الهزيمة بالتنظيم، وتمنع الجماعات الإرهابية التابعة له من الحصول على "ملاذ آمن"، مشدداً على ضرورة إبعاد الأسلحة النووية عن أيدي المتطرفين.

وأكد أن القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها تعمل على كسر شوكة حركة "طالبان" في أفغانستان، وتسعى في الوقت نفسه إلى إعداد الحكومة الأفغانية لتولي مسؤولية أمن البلاد العام المقبل.

وفي الشأن الاقتصادي، قال أوباما إن "اقتصاد العالم خرج من دائرة أسوأ ركود يتعرض له منذ أجيال بفضل التعاون العالمي، لكن الكثير من دول وشعوب العالم مازال يواجه أوقاتاً عصيبة". وأوضح أن "الاقتصاد العالمي ابتعد عن حافة الكساد، وعاد إلى النمو مرة أخرى، لكننا لا نستطيع ولا نريد الاسترخاء حتى تنمو بذور التقدم وتصبح ازدهاراً أوسع لكل الأميركيين ولكل شعوب العالم".

(نيويورك - أ ف ب، أ ب، رويترز، كونا، د ب أ، يو بي آي)