علمت "الجريدة" من مصادر خاصة أن السبب وراء استقالة المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة الإسرائيلي نير حيفتس هو تسريبه معلومات عن نقاشات أمنية سرية إلى أحد الصحافيين الإسرائيليين، خلافاً للسبب الذي ذكره عند استقالته قبل أربعة أيام، وهو أن العمل المتواصل أرهقه.

Ad

وقالت المصادر إن سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسيفي هاوزر سيلحق بحيفتس قريباً، لأنه أيضاً قام بتسريبات.

وروت المصادر الخاصة لـ"الجريدة" القصةَ الكاملةَ لهذه القضية، فأشارت إلى أنه قبل نحو أربعة أشهر كانت هناك تسريبات لمعلومات أمنية حساسة من جلسات خاصة ومغلقة.

وخشي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أن جهات معينة خارجية تقوم بالتنصت على جلساته فأجرى مشاورات مع رئيس جهاز الأمن العام (شاباك) يوفال ديسكن بشأن الموضوع وتقرر إجراء تحقيق سري بشأنه.  

وبالفعل قام الـ"شاباك" بالتعقب والتنصت على مكالمات ولقاءات جميع الموظفين في مكتب نتنياهو بمَن فيهم مستشار الأمن القومي عوزي اراد، ومدير ديوان رئيس الحكومة ناتان ايشل، والمستشار رون درمر، وسكرتير الحكومة تسيفي هاوزر، والمستشار الإعلامي نير حفيتس.

وبعد هذه التحقيقات السرية، استُدعي جميع الموظفين لتحقيقات أمنية، إذ أخضع الـ"شاباك" الجميع لفحوصات بآلة الكشف عن الكذب (البوليغراف).

وبحسب التحقيقات تبيّن أن حيفتس وهاوزر كذبا في التحقيق، وعندئذ طلب رئيس الحكومة منهما الاستقالة تفادياً لفضيحة كبرى، خصوصاً أن عمل مكتب نتنياهو عرضة لانتقادات الصحافة الإسرائيلية، وفضيحة كهذه قد تعصف بمستقبل نتنياهو السياسي.

وبحسب المصادر فقد طلب الاثنان الانتظار ريثما يجدان عملاً خارج الحكومة، وعندما توفر الأمر لحيفتس استقال، أما هاوزر فمازال يفاوض على مكان عمل آخر، وأنه يتريث حتى لا يصور الوضع كأن مكتب نتنياهو انهار تماماً.

وعلمت "الجريدة" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية اقترح قبل شهر على السفير الإسرائيلي في أستراليا يوفال روتم أن يشغل منصب سكرتير الحكومة، إلا أنه رفض وعرض أن يشغل منصب مدير الديوان.

ونتنياهو يحيد منذ الكشف عن القضية سكرتير حكومته من كل الاجتماعات المهمة والسرية، إذ فقد الثقة بأغلبية المقربين منه.

وتقول المصادر إن القصة خطيرة جداً والتسريبات من جلسات أمنية على درجة عالية من السرية، وكادت تعصف بعلاقات إسرائيل مع إحدى الدول المهمة وذات العلاقة المميزة مع إسرائيل، كما أن الحلقة المسموح لها بحضور مثل هذه الجلسات تقلصت في الأسابيع الأخيرة إلى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

ورغم ذلك هدأت مخاوف نتنياهو الذي كان يعتقد أن جهازاً خارجياً للاستخبارات يقف وراء التسريبات. وقال مصدر خاص لـ"الجريدة"، إن أغلبية الموظفين في مكتب نتنياهو باتوا يخشون التنصت على هواتفهم المحمولة والأرضية في البيت.