مصر: اتهامات لـ «الوطني» بالاستئثار بالرموز الانتخابية ذات الثقل التاريخي
حذاء وثلاجة وورقة شجرة وتلفزيون... رموز أثارت سخط المرشحين
شهد الجدل بشأن الانتخابات البرلمانية في مصر المقرر إجراؤها في 28 من الشهر الجاري عنواناً جديداً يتعلق بالرموز الانتخابية التي توزع على المرشحين.وأثار توزيع الرموز الانتخابية من قبل وزارة الداخلية على المرشحين مساء أمس الأول مشاحنات وسخطاً، بسبب ما أسماه البعض استئثاراً من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بالرموز ذات الثقل التاريخي والمصداقية مثل "الهلال" و"الجمل"، بينما تمسكت أحزاب "المعارضة" برموزها الانتخابية "الأثيرة"، في حين أعلن بعض المرشحين المستقلين سخطهم على رموز اعتبروها تحمل "دلالات سلبية".
ومن الرموز الجديدة التي أثارت سخطاً كثيراً من المرشحين: "دش استحمام، كرافتة، ثمرة ذرة، ترس، ثمرة موز، الكأس، ميكروفون، سلم نقالي، غزالة، آلة كمان، سمكة، بايب، فأس، ملعقة، طلمبة مياه، عصا، ثمرة تفاح، الشمعدان، تلفزيون، آلة عود، ورقة الشجرة، شرشرة، خاتم، حذاء، إشارة مرور، مشط، عربة يد، مسطرة، سخان، ثلاجة، شريط كاسيت".وفي الوقت الذي وصف فيه أمين التنظيم في الحزب "الوطني" أحمد عز رموز حزبه بالأصلية مثل: "غصن الزيتون والقمر والجمل والهلال والنجمة والحصان"، تقدم عدد من المحامين بدعوى قضائية ضد رئيس اللجنة العليا للانتخابات ووزير الداخلية، طالبوا فيها بوقف قرار لجنة فحص طلبات المتقدمين للترشح لانتخابات مجلس الشعب بشأن تحديد رموز وأرقام المتقدمين. وطالب المحامون في دعواهم بوقف قرار اللجنة العليا بصفة عاجلة، متهمين إياها بالانحياز للأحزاب وتعسفها مع المستقلين. وطالبت الدعوى بأن يكون اختيار الرمز الانتخابي بأسبقية المتقدمين بورود طلباتهم إلى سجلات المرشحين، وإلغاء قرار اللجنة العليا، كما رفعت دعوى قضائية ضد استخدام الحزب "الوطني" رمز الهلال بحجة أنه يحتوي على دلالات دينية لمغازلة عواطف الأغلبية المسلمة.يُذكر أن قانون مباشرة الحقوق السياسية لعام 1956 ينظم استخدام الرموز الانتخابية في مصر، وقد ألزمت المادة 29 فقرة 3 منه اقتران اسم كل مرشح للانتخابات وكل موضوع مطروح للاستفتاء بلون أو رمز يُحدد بقرار من وزارة الداخلية. وفي تعديل آخر أجري سنة 1984 سُمح للمرشح بتغيير رمزه الانتخابي إذا رأى أنه لا يناسبه في مدة لا تزيد على 7 أيام منذ تسلمه الرمز.ويرى محللون أن للرموز الانتخابية دلالات تشي بتوجه الحزب، وتختصر رؤيته، ولا بديل عن أهميتها في المجتمعات التي تضم أغلبية من الأميين، ولذلك يبلغ عدد رموز الأحزاب في الانتخابات الراهنة 47 رمزاً، بينما تبلغ رموز المرشحين المستقلين نحو 59 رمزاً.وفي هذا السياق، قال الأمين العام لحزب "التجمع" اليساري سيد عبدالعال الأمين إن رمز حزبه، وهو الساعة، يدل على التطور والتقدم والانضباط، مشيرا إلى أن مؤسس الحزب التاريخي خالد محيي الدين هو الذي اختاره.