افتتح المركز العلمي فيلم «تلسكوب الفضاء» في قاعة «آي ماكس» بعرض خاص للصحافة، قبل أن يطلقه للجمهور في أول أيام عيد الفطر السعيد.

Ad

قدم المركز العلمي عرضاً خاصاً للصحافة والإعلاميين، بحضور الدكتور علي الشملان مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة، والخبير الفلكي الدكتور صالح العجيري، وأعضاء مجلس إدارة المركز العلمي.

وقبل عرض الفيلم صرح رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب للمركز العلمي مجبل المطوع بأن الفيلم "تلسكوب الفضاء" (Hubble 3D) هو من أحدث أفلام (آي ماكس)، الذي تم تدشينه في مارس الماضي، أي قبل خمسة أشهر ونصف الشهر، إذ حقق إيرادات كبيرة بلغت 14 مليون دولار أميركي حتى الآن بعد عرضه في 75 قاعة (آي ماكس) في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا واليابان وأستراليا وجنوب إفريقيا، والفيلم من انتاج "آي ماكس" بالتعاون مع شركة "وورنر بروذرز" ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في فلوريدا، ومدته أربعون دقيقة.

وتابع المطوع حديثه عن الفيلم الذي يوثق عملية اصلاح التلسكوب الفضائي المعطوب المعروف باسم "هبل" الذي بعث إلى الفضاء مع المكوك الفضائي، إذ يأخذ المشاهد إلى الفضاء الخارجي ويحلق به على ارتفاع 600 كيلومتر عن سطح الأرض في مهمة بالغة بالأهمية.

وأضاف المطوع أن "تلسكوب الفضاء" يكشف للمشاهد صعوبة عملية إصلاح تلسكوب الفضاء والجهود التي بذلها رواد الفضاء من أجل تنفيذ هذه المهمة الغاية في الأهمية والبالغة في التعقيد، والتدريبات التي خاضوها قبل انطلاقهم في المهمة التي نفذت في عام 2009، إذ إن العمل خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية مليء بالتحديات، منها انعدام الجاذبية والبرودة الشديدة، فقد بدأ العمل على إنجاز هذه المهمة في عام 2005 وتهدف إلى إطالة عمر التلسكوب حينما قرر خبراء وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنه من الضروري اجراء بعض التصليحات على التلسكوب الذي بدأ الدوران حول الأرض في عام 1990، ويكمل دورة كاملة حول الأرض كل 96 دقيقة بسرعة تصل إلى 8 كيلومترات في الثانية.

وأوضح المطوع أنه منذ انطلاقته التقط "هبل" صورا عالية الوضوح للكواكب والنجوم والمجرات، لا تلتقطها التلسكوبات الأرضية، إذ التقط صوراً لمجرات تبعد عنا 12 مليار سنة ضوئية، مسجلاً ثورة علمية هائلة.

وفي سيل من الصور المذهلة وفي غاية الدقة، كشف "هبل" النقاب عن الهالة القوية الموجودة في كوكب زحل، وللشعرى اليمانية أحد أقرب النجوم إلينا إذ يبعد 80 تريليون كيلومتر عن الأرض. فالمسافات في الفضاء شاسعة يتم قياسها بوساطة السنوات الضوئية، إذ تبلغ السنة الضوئية الواحدة حوالي 10 تريليونات كيلومتر، أي تبعد عنا الجوزاء بحوالي 1500 سنة ضوئية.

كما قال المطوع إن الفيلم يحمل رسالة بيئية غاية في الأهمية، وهي أنه علينا الحفاظ على بيئتنا الهشة، إذ إن كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد المؤهل للعيش عليه، مشيراً إلى أن كل ما يعرضه الفيلم هو عبارة عن صور حقيقية طبيعية لم يتدخل فيها الكمبيوتر أو "الغرافيكس".

وأشار المطوع من خلال حديثه: "للحصول على أفضل اللقطات بالبعد الثلاثي لهذه المهمة، تم تدريب رواد الفضاء على طريقة استخدام كاميرات آي ماكس، بالإضافة إلى بعض القواعد الأساسية في التصوير السينمائي في دورة تدريبية استمرت ثمانية أشهر على كاميرا كانون HD ألصقت في المكوك الفضائي بالتلسكوب لتصوير عملية الإصلاح، ثم تم تحويل هذه الصور من نظام 2D إلى 3D".

واستطرد المطوع حول الكاميرا واسعة المجال الجديدة التي تم تركيبها على التلسكوب، بأنها التقطت مجموعة خلابة من الصورة العالية الوضوح، مثل عمود ضخم من النجوم الحديثة الولادة في سحابة موجودة في سديم (كارينا)، ووفاة مثيرة لنجم بشكل فراشة بديعة، كما تصور الكاميرا الجديدة النجوم بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية لنرى عمر النجمة من درجة حرارتها.

وفي نهاية حديثه، أكد المطوع جمالية الفيلم واستمتاعه به، بالقول: "عايشت الفيلم بكل لحظة ولقطة وجملة عندما ركبنا صوت الإعلامي المتميز يوسف مصطفى للتعليق باللغة العربية، فالذي يشاهد الفيلم يسعى إلى مشاهدته مرة ثانية لجمال اللقطات والكم الهائل من المعلومات التي لا يمكن أن نستوعبها من مشاهدة واحدة"،

مضيفاً أنه سيتم تدشين عروض الفيلم للجمهور مع بداية أول أيام عيد الفطر السعيد، وهو ناطق باللغة الإنكليزية لكن تمت دبلجته إلى اللغة العربية بصوت يوسف مصطفى.