لست متفائلاً بما يحدث محلياً، ولا بما يجري من أجواء مواجهة إقليمية تتصاعد لهجتها بين ضفتي الخليج العربي، وقد تفلت منها شرارة تشعل صراعاً جديداً في هذه المنطقة التي عانت كثيراً منذ عام 1980. الوضع على برميل بارود، وعلى جوانبه وقود التعصب المذهبي الذي تتراكم مخزوناته لدينا بشكل لم يسبق له مثيل، وحرارة هلع الأنظمة على الضفتين المتواجهتين تلتهب من التطورات التي تحدث من حولها، وتؤدي إلى سقوط أنظمة عربية عتيدة ومتمكنة في بضعة أسابيع، وقد يتخيل طرف أن الهروب إلى مواجهة مع خصم خارجي سيطفئ نيران الحريق الذي يقترب منه، ويكون هو المخرج المناسب له من مواجهة استحقاقات داخلية قرر ألا يتعامل معها أو يسويها.

محلياً لا يبدو أن شيئاً سيتغير في اللعبة العبثية والمأزق السياسي الكويتي، فجميع الأطراف عند مواقفها السابقة ولا يوجد حراك وطني جدي للخروج من هذه الحالة، فمهما كان شكل التشكيل الحكومي المقبل فإنه لن يغير شيئا، لأن الجميع متخندقون حول مصالحهم كقوى سياسية وسُلطة والقوى الاجتماعية النافذة، بينما تمر الجبهة الداخلية بأسوأ مراحلها من اصطفافات طائفية خطيرة تتراشق في ما بينها الاتهامات والخطاب المذهبي الفج والاستقواء بدول خارجية أصبحت رموزها واضحة في تجمعات وندوات طرفي الاصطفاف بما يجعل مواصفات الحالة اللبنانية ماثلة لمن يراقب الوضع الكويتي الداخلي، وقوى الاستحواذ المالي وأدواتها المجندة لخدمتها متربصة بثروة البلاد وفوائضها للانقضاض عليها بكل السبل المتاحة لها.

Ad

وإقليمياً فإن نار اليمن تزداد اشتعالا يوما بعد يوم في طرف الجزيرة العربية، وجمر البحرين مازال كامناً بين الرماد ولم يطفأ تماما بعد في خاصرتها، وانعكاسات التطورات في الوضع السوري لو زادت وتفاقمت تثير التساؤلات عن ردة فعلها لدى الإيرانيين في العراق والخليج العربي بعد أن تبدأ الورقة اللبنانية بالتفلت من أيادي حكام طهران، الوضع بدون مبالغة خطير ونحن والمنطقة ندخل حقبة تغييرات كبرى سيكون لها فواتير وأثمان يجب أن تسدد، فمن يملك الفطنة وحسن التدبير وسرعة التحرك سيجنب نفسه وبلده من أن يكون ضحية لتلك الفواتير، ومن سيظل يلعب بصغائر الأمور والمصالح الشخصية والخطاب الشعبوي الانتخابي  ولعبة الكراسي والمواقع سيكون أول الخاسرين الذي سيلعنه الناس والتاريخ إلى الأبد... فماذا نحن فاعلون ... وماذا ينتظرنا من مفاجآت في هذه السنة الحبلى بالأحداث الكبيرة؟!

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة