لبنان: الانقسام بين دعم المحكمة ومقاطعتها يتجه بالبلاد نحو التأزيم... في انتظار «الاتصالات»

نشر في 31-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 31-10-2010 | 00:01
لا تزال حادثة الاعتداء على فريق المحققين الدوليين في إحدى العيادات النسائية في الضاحية الجنوبية لبيروت الأربعاء الماضي، ثم إعلان أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله مقاطعة التحقيق الدولي، يطغيان على الساحة السياسية في البلاد، التي يبدو أنها تتجّه إلى مزيد من التأزيم.

وفي حين أشارت مصادر مطلعة إلى إمكانية عدم عقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، ينتظر أن تتضح بداية الأسبوع، أي يوم غد، مسار الأمور مع استمرار الاتصالات الإقليمية والدولية في هذا الشأن.

وكان رئيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، القاضي انطونيو كاسيزي أكد أمس الأول، أن المحكمة عازمة "كل العزم" على إنجاز مهمتها.

كما شدّدت كتلة "المستقبل" بعد اجتماع برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري أمس الأول، على "تمسكها بالمحكمة"، مستغربة "إعاقة عمل فريق المدعي العام".

وفي المقابل، انضم إلى نصرالله كل من رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، فرأى الأول أن "المحكمة ليست موجودة قانوناً"، بينما ندد الثاني أمس الأول، بـ"التصرف غير الأخلاقي للمحققين" متفهماً "الاعتراض السياسي والأمني والأخلاقي" لنصرالله.

إلى ذلك، نقل موقع "لبنان الآن عن مصادر واسعة الاطلاع استبعادها أن ينعقد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل "نظراً لعدم توصل الاتصالات البينية الجارية على أكثر من مستوى إلى مخرج لتسوية الأزمة الراهنة بين الفرقاء السياسيين".

وأعربت في المقابل عن "الأمل أن تتمكن جلسة هيئة الحوار الوطني المقبلة في الرابع من نوفمبر في قصر بعبدا إلى إيجاد كوة في جدار الأزمة، بما يتيح تهيئة الأجواء التوافقية الملائمة لانعقاد مجلس الوزراء".

ويُذكَر أن الحريري وصل أمس إلى الكويت، في زيارة رسمية، على أن يزور لندن غداً.

وأشار عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمار حوري أمس، إلى أن "كلام نصرالله حول وقف التعاون مع المحكمة الدولية يطرح سؤالاً أساسياً يتعلق بكيفية تصرف وزراء المعارضة مع مثل هذا الطلب"، معتبراً أنه "يحق لكل شخص أن يقول رأيه، ولكن لا يحق لأحد أن يصدر الأوامر للدولة اللبنانية".

وأعرب حوري عن اعتقاده أن "حادثة الضاحية كانت على ما يبدو كميناً مدبّراً"، وشدد على أن "لا أحد يقبل أن يتمّ الاعتداء على المحرّمات"، سائلا: "أين كان الاعتداء في زيارة المحققين عيادة الطبيبة شرارة؟".

وقال: "ردّة الفعل لم تكن مناسبة مع الحدث، فهي رسالة واضحة يقول فيها حزب الله إنه أوقف التعامل مع المحكمة الدولية، وهذا حقه، ولكن لا يحق له فرض رأيه على الآخرين"، مشدداً على أنه "لا أحد يمكنه وقف عمل المحكمة الدولية، ولنبتعد إذاً عن هذا الموضوع".

إلى ذلك، لفت عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامر سعادة أمس، إلى أن "دعوة نصرالله الى مقاطعة عمل المحققين الدوليين هي مجرد تمنيات ولا تلزم أحداً"، مضيفاً: "ان المحكمة الدولية وإن كانت موضوعاً خلافياً، إلا أن هناك كثيراً من اللبنانيين مؤمنون بها، وأمّا الدعوات من قبل الاوركسترا الدائمة فهي دعوات شاذة، وتصرّف نصرالله كمرشد للجمهورية اللبنانية مرفوض، فنحن لم نصل إلى هذا الحد، لأننا في بلد ديمقراطي".

back to top