صعدت إسرائيل هجماتها الجوية على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وذلك بعد إطلاق سلسلة صواريخ وقذائف هاون على جنوب إسرائيل انطلاقاً من القطاع الذي تحكمه حركة حماس، كما استهدف الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي مجموعة من تنظيم "جيش الإسلام" المتهم بصلته مع تنظيم "القاعدة".

Ad

وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر أمس بعدة صواريخ الانفاق الرملية المنتشرة أسفل الشريط الحدودي، بينما شنّت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول ثلاث غارات استهدف مدينتي دير البلح وخان يونس وسط وجنوب القطاع، وأسفرت عن إصابة ستة فلسطينيين، بينهم سيدتان.

وتأتي هذه الغارات بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة، سقوط 10 قذائف هاون وصاروخ من نوع "غراد"، وهو الأول منذ انتهاء عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرئيل على غزة في شتاء 2008.

وأعلنت "لجان المقاومة الشعبية" إحدى المنظمات العسكرية الناشطة في القطاع، مسؤوليتها عن إطلاق قذائف هاون على جنوب إسرائيل، وذلك رداً على قتل إسرائيل قائدين لجماعة "جيش الإسلام" السلفية المتشددة.

وقتلت إسرائيل شقيقان ينتميان إلى جماعة "جيش الإسلام" يوم الاربعاء الماضي ثاني أيام عيد الأضحى، في هجوم جوي على مدينة غزة استهدف -بحسب الجيش الإسرائيلي- عضواً بارزاً في هذا التنظيم.

وكانت إسرائيل، قد اغتالت محمد النمنم وهو ناشط في جماعة "جيش الإسلام" في الثالث من الشهر الجاري، في قصف استهدف سيارته وسط مدينة غزة.

وأعلنت منظمة "جيش الإسلام" نفسها في يونيو عام 2006 عقب مشاركتها حركة حماس و"لجان المقاومة"، في عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من قاعدة عسكرية جنوب القطاع.

وتفرض حركة حماس التي تسيطر على الجيب الساحلي الصغير، وقفاً لإطلاق الصواريخ منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة في 18 يناير 2009، والتي شنت لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وأكد أبوعطايا المتحدث العسكري باسم "ألوية الناصر صلاح الدين" الذراع العسكرية لـ"لجان المقاومة"، أن منظمته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تصعيد إسرائيلي يستهدف إشعال المنطقة من جديد.

وقال أبوعطايا في بيان صحافي إن "عودة الاحتلال إلى سياسة الاغتيالات الجبانة، وآخرها اغتيال ثلاثة من مسلحي جيش الإسلام في تزامن مع التهديدات المتصاعدة بشن هجوم جديد على غزة، لمؤشر خطير يفصح عن النوايا الحقيقية للعدو بمحاولة ضرب المقاومة الفلسطينية والنيل من عزيمتها".

إلى ذلك تقدمت إسرائيل أمس بشكوى للأمم المتحدة حول الهجمات الصاروخية التي تنطلق من القطاع. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة ميرون روفين قدم شكوى رسمية إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون عقب هجمات صاروخية من قطاع غزة ضد إسرائيل.

وقال روفين في رسالته للأمين العام إن الهجوم تضمن قذائف فوسفورية، وشدد على أن إسرائيل ستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها، في حين تستخدم كل الوسائل الضرورية لحماية مواطنيها. وحذر الدبلوماسي الإسرائيلي من أن التصعيد الأخير يعرض استقرار المنطقة للخطر، وأن الهجمات تثبت أن "حماس" وما أسماها "المنظمات الإرهابية" تواصل تسليح نفسها.