المالكي يلتقي مبارك: من زار مصر فشل في جرها إلى الانحياز له

نشر في 21-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 21-10-2010 | 00:01
• زعيم «دولة القانون»: الحكومة الجديدة سترى النور قريباً

• «العراقية» تتنازل عن رئاسة الوزراء لعبدالمهدي
في مسعى إلى «طمأنة» مصر والحصول على دعمها لنيله ولاية ثانية، زار رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي القاهرة، وأجرى محادثات مع المسؤولين المصريين وأمين عام الجامعة العربية.

واصل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته زعيم "دولة القانون" نوري المالكي جولته الإقليمية، الهادفة الى الحصول على الدعم لنيله ولاية ثانية على رأس الحكومة، فأجرى محادثات في القاهرة أمس، تدخل في إطار "الطمأنة"، بعد أن زار طهران الاثنين الماضي، التي أكدت دعمها له.

وحرص المالكي بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك على إظهار حياد مصر في الشأن العراقي، في ما يبدو تلميحا الى عدم دعمها زعيم قائمة "العراقية" رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي الذي زارها منذ أيام، وأعقبه إليها رئيس "المجلس الأعلى الإسلامي" عمار الحكيم، الذي يتقارب كثيراً مع "العراقية" في الآونة الأخيرة.

وقال زعيم "دولة القانون" إن "الأطراف العراقية وكل من زار مصر من القيادات العراقية حاول أن يجعل مصر منحازة إلى فريق أو آخر، لكنهم لم يحصلوا على أي فرصة في هذا الخصوص"، وأضاف أن "الرئيس مبارك أكد أنه مع قيادات الشعب العراقي ومع تشكيل الحكومة التي يختارها العراقيون، وأن مصر مع خيارات الشعب، والرئيس مبارك يطمح إلى حكومة عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي".

وعن مغزى زيارته القاهرة ضمن جولته الإقليمية في هذا التوقيت، قال المالكي: "إننا نريد من هذه الجولة أن نوضح مجريات ما يحدث في العراق، والأوضاع السياسية هناك، والمشاورات الجارية، ونريد كذلك أن نزيل بعض الشبهات والإشكالات التي ربما تثار بسبب بعض الملابسات التي تحدث، كما اننا نريد من الدول الصديقة أن تكون إلى جانبنا، ونريد الحصول على دعمها لنا، ومساعدتها ورأيها ومشورتها، لكننا في الوقت ذاته لا نريد من أحد أن يتدخل في تشكيل الحكومة العراقية، وإنما نريد موقفا متوازنا ومحايدا من كل من يريد أن يكون شريكا معنا".

وبدا أن المالكي نجح في تسجيل أكثر من نقطة خلال زيارته القاهرة، إذ حصل على وعد من الرئيس مبارك بدعم التعاون الاقتصادي بين البلدين، وهو ما اعتبره مراقبون "اشارة الى ان مصر تتعامل معه باعتباره رئيسا فعليا للحكومة العراقية لا لحكومة تصريف أعمال".

ولفت المالكي الى أن الرئيس مبارك أبدى اهتماماً كبيراً بالتعاون الاقتصادي، وأصدر توجيهات مباشرة إلى رئيس الوزراء أحمد نظيف ووزير الخارجية أحمد أبوالغيط بمتابعة عمل الشركات المصرية في العراق، والعمل على زيادة مساهمة الشركات المصرية في جهود التنمية والإعمار في العراق، وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته: "تعهدنا بتقديم كل التسهيلات اللازمة حتى تكون الشركات المصرية موجودة في السوق العراقي الى جانب الشركات الأجنبية الأخرى العاملة في العراق".

وبشأن إمكانية وجود انفراجة قريبة في مسألة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، قال المالكي: "هدفنا بالتأكيد هو تشكيل حكومة عراقية قوية ومتماسكة تمثل كل أطياف الشعب العراقي، ونريد أن يكون الجميع شركاء في تلك الحكومة حتى يتحملوا المسؤولية، لذلك فإن الحوارات والمشاورات مستمرة، ونحن الآن في نهاية الطريق، وبإذن الله سترى الحكومة الجديدة النور قريبا، وهي حكومة شراكة وتمثيل حقيقي، بحيث لا يشعر أي مكون من مكونات الشعب العراقي بأنه مقصى أو مبعد منها".

في غضون ذلك، أكدت "العراقية" أمس، ما أعلنته سابقاً حول دعم ترشيح مرشح "المجلس الأعلى" نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته عادل عبدالمهدي، بإعلان تنازلها عن منصب رئاسة الوزراء لمصلحة عبدالمهدي.

وقال القيادي في القائمة نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته طارق الهاشمي في بيان، إن "تواضع العراقية وتنازلها عن استحقاقها الدستوري والانتخابي وبالتالي تنازلها عن منصب رفيع المستوى هو تأكيد على النزعة الوطنية لهذه الكتلة"، مضيفاً أن "القرار جاء بعد القراءة المنطقية لواقع الحال من خلال الشعور بالمسؤولية تجاه شعبها".

وأوضح الهاشمي أن "قائمة العراقية وجدت أن المصلحة الوطنية تقتضي أن تتنازل عن استحقاقها" إلى عبدالمهدي "بعد الحصول على موافقته المسبقة بالالتزام بمشروع الإصلاح والتغيير"، مشيرا إلى أن "الفرصة نفسها قد أعطيت مسبقاً إلى دولة القانون لكنها لم تحقق أية نتائج".

الجامعة العربية

وعقد المالكي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بعد لقائهما في القاهرة.

وقال المالكي إنه أطلع موسى على "آخر التطورات السياسية في العراق"، كما أجاب عن "العديد من الاستفسارات التي تفضل بها"، لافتاً إلى أنه أبلغه "المضي بحزم نحو تشكيل الحكومة"، واضاف: "الجامعة العربية أبلغتنا أنها تقف إلى جانب العراق وتهتم بشأنه"، مشدداً على أهمية "عقد القمة العربية المقبلة في العاصمة العراقية بغداد كدليل على وقوف العرب إلى جانبه".

ولفت رئيس الوزراء المنتهية ولايته الى أنه طلب من جميع الدول التي زارها، مثل سورية والأردن وإيران، وسيطلب من تلك التي سيزورها مستقبلاً، "مساعدة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية"، مشدداً على "ضرورة تمتين علاقات العراق مع جميع الدول الإقليمية بما يخدم المصالح المشتركة".

من جانبه، أكد موسى أن "الجامعة لن تتدخل في الشأن العراقي الداخلي، بل تستمع إلى جميع وجهات النظر من السياسيين العراقيين"، مشيراً إلى أنه "اطلع على رأي المالكي بشأن التطورات السياسية في العراق".

وأوضح موسى أن "قرار الجامعة العربية واضح بعقد القمة العربية في بغداد، لكن نرجو أن يكون الوقت كافياً لاستكمال الاستعدادات لكي يكون التنظيم ناجحاً".

وكان المالكي وصل إلى القاهرة أمس الأول، في جولة إقليمية قادته خلال أسبوع الى سورية ثم الأردن ثم إيران، ومن المتوقع أن يزور تركيا.

back to top