لعبة الأمم!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهكذا وبما أن الأوضاع لم تستقر بعدْ بعدَ انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي وانتهاء الحرب الباردة في بدايات تسعينيات القرن الماضي، وبما أن معادلة «القطب الواحد», بعد ذلك الانهيار، باتت معرضة للاهتزاز فإن لعبة أمم جديدة أو في الحقيقة «لعبة على الأمم»، التي كانت قد بدأت بحروب البلقان وبانهيارات أوروبا الشرقية، قد تواصلت بعد كارثة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001 بغزو أفغانستان وغزو العراق وبعدم الاستقرار في باكستان... والآن جاء دور هذه المنطقة، فالمؤكد أن ما جرى في مصر سوف ينتقل إلى دول عربية أخرى وخصوصاً التي لها علاقة مباشرة بالصراع العربي-الإسرائيلي، فالأساس في الشرق الأوسط بالنسبة إلى الولايات المتحدة والغرب كله هو إسرائيل ومستقبلها، وهو إنهاء هذا الصراع بسرعة حتى إن تطلبت الأمور تغيير خرائط سياسية كثيرة. الآن أصبحت منطقة الشرق الأوسط في قلب هذه اللعبة أي «اللعبة على الأمم» وليس لعبة الأمم، وهنا فإن الخوف هو أن يكون هناك في النتيجة تلاق بين الأميركيين والإيرانيين والإسرائيليين في هيئة تفاهم على كيفية تقاسم النفوذ في هذه المنطقة، وهذا ما أشارت إليه وقائع ما جرى في «ميدان التحرير»، حيث لم يُحرق أي علم أميركي أو إسرائيلي أو إيراني، ولم يصل إلى آذان وعيون وسائل الإعلام، التي كانت تحتشد في هذا المكان، أي هتافٍ ولو من قبل شخصٍ واحد من بين مئات ألوف المحتشدين وملايين المتظاهرين في كل المدن المصرية ضد أميركا أو إيران أو إسرائيل.إن هذا ليس تشكيكاً على الإطلاق في صدق نوايا الذين حققوا هذا التحول الكبير من أبناء الشعب المصري العظيم، كما أنه ليس مسّاً بوطنية وصدق وإخلاص الضباط الذين تنازل إليهم الرئيس حسني مبارك عن صلاحياته... إنه محاولة لرسم صورة «بانورامية» للشرق الأوسط «الجديد»! في ضوء هذا الذي انتهت إليه عملية السلام في المنطقة وقبل هذا في ضوء اهتزازات معادلة «القطب الأوحد»، إذ بعد عشرة أعوام من انهيار الاتحاد السوفياتي بدأ الأميركيون يشعرون بأن معادلة العالم المتعدد الأقطاب قادمة لا محالة إن لم يتم التصدي لها من خلال التلاعب بالخرائط السياسية للمنطقة الأهم التي هي المنطقة الشرق أوسطية.كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة