أثارت المجزرة، التي وقعت مساء أمس الأول في بغداد واستهدفت كنيسة "سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك في حي الكرادة، ردودَ فعل عراقية وعربية ودولية شاجبة.

Ad

وخلف الهجوم الأكثر دموية والذي يستهدف الأقلية المسيحية في العراق منذ بداية الحرب في عام 2003، نحو 52 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال، بينهم عشرة قتلى من عناصر القوى الأمنية العراقية وثمانية من منفذي الهجوم.

وكانت عناصر من تنظيم "القاعدة" اقتحمت كنيسة "سيدة النجاة"، واحتجزت المصلين الذين كانوا يشاركون في قداس الأحد، وشنت قوات الأمن عقب ذلك هجوماً عنيفاً، واشتبكت مع المسلحين بعد أن حاصرت المبنى ساعاتٍ.

وتبنى تنظيم "دولة العراق الإسلامية" التابع لـ"القاعدة في بلاد الرافدين" العملية أمس، وأصدر بياناً أمهل فيه الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عن "مسلمات مأسورات في سجون أديرة" في مصر.

وقال التنظيم في بيانه: "صالت ثلة غاضبة من أولياء الله المجاهدين على وكر نجس من أوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقراً لحرب دين الإسلام وإرصاداً لمن حاربه".

وأشار البيان إلى أن العملية نُفِّذت "نصرةً لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في أرض مصر المسلمة". وأمهل التنظيم الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة "لتبيان حال أخواتنا في الدين المأسورات في سجون أديرة الكفر وكنائس الشرك في مصر وإطلاق سراحهن جميعاً".

وهناك أنباء متداولة في بعض الأوساط المصرية تفيد بأن الكنيسة المصرية تحتجز نساء مصريات مسيحيات اعتنقن الإسلام.

ودان رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي الهجوم الإرهابي واعتبره استهدافاً للتنوع الديني في العراق، في وقت ندد رئيس قائمة "الرافدين" التي تمثل المسيحيين في البرلمان العراقي النائب يونادم كنا بأداء قوات الأمن العراقية، وانتقد تسرعها في اقتحام الكنيسة، معتبراً أنه "نتيجة لعدم المهنية والحرفية في عمل القوات الأمنية سقط هذا العدد الكبير من الضحايا".

وشجبت أغلبية دول العالم الهجوم الوحشي، في وقت دعا البابا بنديكتوس السادس عشر المجتمع الدولي إلى العمل على وقف العنف الذي يستهدف المسيحيين في الشرق الأوسط.

وفي مصر، شهدت البلاد حالة واسعة من الاستنفار الأمني حول كل الكنائس المصرية، وخصوصاً الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية في القاهرة مقر الكرسي البابوي ودور العبادة القبطية خاصة في محافظات الصعيد، بالإضافة إلى أي منشآت غير كنسية قد تصبح هدفاً محتملاً لأعمال إرهابية.

وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي عن رفض مصر القاطع لزج تنظيم "القاعدة" باسمها أو بشؤونها في مثل هذه الأعمال الإجرامية، مديناً بشدة العمل الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة "سيدة النجاة". كما عقدت قيادات الكنيسة القبطية اجتماعاً عاجلاً لبحث التصرف الأمثل إزاء تهديد "القاعدة". وقال وكيل البطريركية المرقسية القمص سرجيوس سرجيوس لـ"الجريدة" إن "الكنيسة القبطية المصرية لا تلتفت أبداً إلى تهديد تنظيم دولة العراق الإسلامية"، مؤكداً أن "الكنيسة القبطية تعيش في أمان، لأنها في حمى الدولة المصرية التي لن تسمح باستهداف منشآت الأقباط وأرواحهم من قِبَل متطرفين". ونفى سرجيوس احتجاز الكنيسة أي إنسان، مؤكداً أن "الكنيسة جهة دينية وليست جهة تنفيذ أحكام".

(بغداد ـ أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)