لا تزال الحركة السياسية الكثيفة التي جرت أمس في لبنان بين القصر الجمهوري وعين التينة والسرايا الحكومية هي المخرج الوحيد، الذي قد يحول دون انفجار الجلسة الحكومية التي ستُعقَد اليوم، وذلك على خلفية إصرار «حزب الله» وحلفائه على مناقشة «ملف شهود الزور».

Ad

تبدو مساعي اللحظة الأخيرة للتوصل إلى مخرج يجنب الحكومة كأس الانقسام في سباق محموم مع الوقت. وعكست المعلومات المتوافرة عن مسعى جديد يضطلع به رئيس مجلس النواب نبيه بري للتوصل الى مخرج لملف "شهود الزور". وأشارت مصادر مطّلعة إلى أن المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل عاود أمس جولته على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لمواصلة البحث في مخرج يمنع الانسحاب من الجلسة أو التصويت على ملف شهود الزور.

واستقبل الحريري أمس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المرّ. وأكد المر بعد اللقاء حضوره جلسة مجلس الوزراء المقرّرة اليوم "نظراً لموافقة الرئيس الحريري على إدراج البند المتعلّق بمحاسبة المحرّضين (على الفتنة والقتل)، ونظراً لوجود عدد كبير من البنود المعيشيّة التي تهم المواطنين على جدول أعمال الجلسة".

ولفت المرّ إلى أن "هناك تواصلاً يحصل بين الرئيس الحريري وخليل، وأنّ الجميع ينتظر نتيجة هذه المشاورات"، آملاً أن "يصلا إلى نصف الطريق لكي نبحث في شؤون الناس ونبتّها قبل عيد الميلاد"، مشدّداً على "ضرورة إيجاد حلّ لهذه المواضيع".

كبارة

إلى ذلك، رأى عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب محمد كبارة أمس أن "تصوير موضوع المحكمة وكأنه للدفاع عن المقاومة ما هو إلا الستار الذي يخفي حزب الله خلفه فضائح الفساد والكساد التي يضرب بها جسد الدولة والمجتمع في آن واحد".

ولفت كبارة إلى أن "حزب الله يسرق الدولة اللبنانية ويقطع أرزاق المواطنين، ويرفع نسبة البطالة تحت عنوان الدفاع عن المقاومة، وباسمها يدير شبكة تهريب عبر المنافذ الحدودية اللبنانية، البرية والبحرية والجوية، حارما الخزينة 60 في المئة من جباياتها الجمركية".

وكشف كبارة أن "خطوط المقاومة العسكرية تمر في كل المعابر البرية، وتخترق مرفأ بيروت، ومرفأ صور وبعض ما بينهما من مرافئ خاصة في الاوزاعي، والصرفند. خطوط المقاومة العسكرية تخترق أيضاً مطار رفيق الحريري الدولي، الذي تمر عبره بضائع لا تلحظها اللوائح الرسمية".

صقر

في السياق، اعتبر عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أمس أن "جلسة مجلس الوزراء الأربعاء (اليوم) جاءت بمبادرة طيبة وكبيرة من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري في سياق تسوية"، مؤكداً أن "الهدف منه إخراج البلاد من المراوحة بملف ما يسمى، شهود الزور، على قاعدة طرح هذا الملف في جدول الأعمال وعلى رأس الجدول والدخول في حل وسطي مقبول".

ولفت صقر الى أن "الحل الوسطي تحدثنا عنه مراراً وتكراراً واليوم سنذهب اليه"، وأضاف: "ولكننا نعتقد بأن هذه الجلسة ستكون مفصلية حاسمة وستسقط ورقة التوت الأخيرة عن إرادة التعطيل، وبعد هذه الجلسة، اذا كان هناك نوايا صادقة لترجمة التسوية اللبنانية بمساعدة عربية ستظهر وأي عمل يأتي خلافاً لهذه التسوية ولما يريده معظم بل كل اللبنانيين بالحل فستكشف، ومن هنا نعتقد أن ما سيحصل في الجلسة فرصة كبيرة للجميع يجب عدم تفويتها"،

وعما إذا استمر الفريق الآخر في التهديد والوعيد، لفت صقر الى أن "هذه اللغة فاشلة وأثبتت عقمها ولن تؤدي الى اي مكان وهي مضحكة، ونحن نسخر من هذه اللغة التعبوية البالية ونعتقد أنها لن تفيد بشيء". وقال: "قدمنا ما علينا وعلى الطرف الآخر ان يقدم ما عليه، اما الدخول بلغة الوعيد والتهديد فنحن نعتقد أننا أقوى بكثير من أن نرد على هذه اللغة، وان ما يتوهمونه وما يبصرونه في مناماتهم لن يتحقق على ارض الواقع بأي طريقة ولأي سبب".