طيب وبعدين؟

Ad

يا ابن الحلال شوف لك شي يشغلك عن السياسة وأهلها.

يعني إشلون؟

يعني تابع الكرة... الناس عندها مسابقة وحدة واحنا عندنا ثلاث.

خبرك عتيج... الرياضة خربوها وصارت سياسية وتقاسموها أهل الاسطبل وربع الكراج.

عيل خلك في البورصة ترى فيها خير للي يجابلها... ناس وايد توفقوا فيها.

ذاك أول يوم السوق حر... ألحين كوشت عليه مجموعة لا ترحم ولا تشبع.

وبعدين معاك... يعني كلما بطلت لك باب صكيته... خلاص يبه خلك مع ربع الصيحة... وكان بلعومك يتحمل انزل الساحة وصيح وياهم.

هذا الحوار دار قريباً مني في أحد المجالس بين اثنين من الشياب، وهو في الواقع يرسم الحالة التي يعيشها شيابنا، حتى متوسطو العمر الذين عايشوا الأوضاع السياسية أثناء الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات، فهم يرون أنفسهم غرباء على ما يحدث في الساحة السياسية التي نعيشها هذه الأيام وخاصة البرلمانية منها والتي توج أعضاؤها أعمالهم العظيمة «بالبوكسات والعقل والعصي».

الناس بدأ يدب في نفوسهم اليأس من إصلاح الأوضاع، وعموماً فإن النقد لم ينصب على أعضاء مجلس الأمة فقط بل توجه إلى أعضاء الحكومة وبنفس القدر إن لم يزد بقليل أو كثير في بعض الأحيان.

الحكومات في دول العالم تتوجه إلى مخاطبة الشارع وإقناعه بمشاريعها وتسويق إنجازاتها عليه، لكن حكومتنا الرشيدة لا تعترف أصلاً بالشارع لذلك فإن رسائلها كلها موجهة إلى إقناع أعضاء المجلس الموقر أما الناس فلا شأن لها بهم... لذلك ازدادت الهوة بين الحكومة والشعب وأصبح من السهل جداً إقناع الشارع بالوقوف ضد الحكومة وخروجه مع أول صيحة عليها وانطلاقة إلى الشوارع هاتفاً مع الهاتفين ومنادياً بشعارات لم يتمعن بها أو يدرسها.

المشكلة كما قال أحد المتحاورين أنه لم يعد هناك شيء في البلد يمكن أن يشغل الشباب وغيرهم عن مواضيع السياسة ومجلس الأمة، كل النشاطات سيست أو أهملت حتى أصبحت غير جاذبة ولا مشجعة فلا تلوموا الشباب إذا خرجوا إلى الشارع فقد أغلقتم أمامهم كل الأبواب.