صور الفنان سبهان آدم البشاعة برؤية فنية خاصة غيرت مفهوم الفن التقليدي المعهود، فهو، إن صح التعبير، يتبع الـ«لا مدرسة» لنجده بعفوية يقدم مدرسة خاصة أكثر فناً وفلسفة وبشاعة.

Ad

افتتح الفنان التشكيلي السوري سبهان آدم معرضه في تلال غاليري، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين المهتمين ومجموعة من الضيوف، ضم المعرض 27 لوحة بألوان الإكريليك ومادة الزفت المستخدمة في الشوارع ومواد اخرى، نفذت غالبيتها على أسطح من الورق المقوى.

عبث آدم بمفهوم الفن والجمال التقليديين، ليصور بدوره كائنات مخيفة وبشعة تحبس الأنفاس لمجرد النظر إليها، إلا انه وعلى الرغم من ذلك يرفض ان يصرح بتأثره بالفنانين الشهيرين بيكون وشيلي المعنيين بما يسمى بجمالية القبح، والمعروفين بتجسيدهما شخصية دراكولا من خلال لوحاتهما، فقد جسد الفنان من خلال اعماله شخوصا وكائنات غريبة غير مألوفة، فتارة نجده يرسم رجلاً بوجهين تخرج من رأسيه أيادٍ مخيفة ملطخة بالدماء ووجهه مفكك ومجموعة من الرجال بأجسام حيوانات كريهة، وطوراً يرسم مجموعة من المتصوفين والجنرالات بنياشينهم المرصعة بالأحجار، فقد عمد بدوره إلى إبراز جمالية القبح من زاوية فنية مبهمة انفرد بها تشكيلياً، فللفنان فلسفة فنية سياسية دخلت منظومة الإسقاطات، التي افشى عنها عبر بعض اللوحات في المعرض، اضافة إلى تشويهه دراويش المولية بقبعاتهم المختلفة، غريبة تلك اللوحات، إذ يخال لكل من يشاهدها أنه محاصر ببلاد قبح تكاد تصرخ بوجه كل من يحاول الاقتراب من محيطها، حالة من الاشمئزاز اللامنتهي قد تعتري المتجولين في هذا المعرض، الا انها بالفعل قد غيرت مفهوم الفن المقترن بالجمال منذ آلاف السنين.

   

نبذة عن الفنان

ولد سبهان آدم في مدينة الحسكة في سورية عام 1972، اسمه محمد سبهان كمال، وفي سن السابعة عشرة قرر أن يكون اسمه سبهان آدم، فقد كان فقيراً تراوده أحلام كبيرة، حلم أن يكون بائع فلافل بسبب رائحة الفلافل الرائعة، وتارة أن يكون لصاً في صغره متأثراً بأفلام روبن هود ليساعد المحتاجين، وحين كبر حلم أن يصبح طبيباً أو مهندساً أو فناناً، الا ان أهله كانوا يريدون أن يصبح شرطي مرور، وفي السادسة عشرة عمل سبهان آدم بائعا للسجائر، وعند بلوغه السابعة عشرة اصبح فناناً دون ان يحصل على تعليم عال في الفن، فلم تكن لديه ثقافة تشكيلية وخبرة في اللون والتكنيك، فقد بدأ من الصفر معتمداً على تقنيات يخترعها بنفسه، يذكر ان الفنان سبهان آدم يمارس فنه مدة عشرين ساعة في اليوم، فقد أقام أكثر من خمسين معرضاً حتى اليوم، وتعرض أعماله في باريس ونيويورك وروما وجنيف، وحول مرسمه إلى مؤسسة تجارية اطلق عليها مؤسسة سبهان آدم، ومن ابرز مقولاته: "لا تضع رقبتك بيد نقابة" و"على الفنان ان يكون ملكاً". يذكر أن سبهان آدم يُعد أحد مكتشفي الفن ما بعد الحداثة، احتار به الكثير من النقاد والمهتمين في المدرسة الفنية الحديثة، هو حالة فنية نادرة قدست البشاعة والمسوخ بدمامة مطلقة.