مع قرب موعد مناقشة الاستجواب المقدم إلى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد من ثلاث كتل برلمانية وبدعم من بعض النواب المستقلين، نظم المحامي أسامة المناور ندوة بعنوان "إلا كرامتنا" مساء أمس الأول بحضور النواب مسلم البراك، وعلي الدقباسي، ود. جمعان الحربش، ود. فيصل المسلم، ومحمد هايف، وفلاح الصواغ، إضافة إلى نحو 2500 شخص، بهدف دعم التحركات الرامية إلى كسب الشارع الكويتي.

Ad

بداية قال النائب د. ضيف الله بورمية، إن إنجازات الحكومة خلال السنوات الأخيرة تجسّدت في هدم الديوانيات على رؤوس أصحابها، وتكسير الحدائق، وصناعة أشخاص مهمتهم ضرب الوحدة الوطنية وتفكيك المجتمع، والتشكيك في ولاء أبناء القبائل من خلال قضية مزدوجي الجنسية، ودعم قنوات الفتن بأموال مسروقة من الشعب، ودفع 6 ملايين دينار لشراء عصي كهربائية ومطاعات لضرب المواطنين.

وطالب الحكومة بالوقوف علناً أمام الناس في الجلسة للدفاع عن نفسها ومواقفها وتبرير ضربها النواب والمواطنين، مخاطبا النواب المؤيدين لها بالقول: "شبتقولون للشعب، وأنتم واقفون ضده في جلسة 28 الشهر (اليوم)؟".

ودعا الحكومة إلى الرحيل حفاظاً على ما بقي لها من كرامة، لأن الشعب الكويتي لا يرضى بانتهاك كرامته، مشددا على أن المجلس لن يتعامل مع الحكومة بل مع مراسليها، لأنها حكومة لا تستحق البقاء.

ملتزمون بالوفاء

 

أما النائب علي الدقباسي فشدد على أننا "لسنا بهائم لكي نتعرض للضرب"، موضحاً أن النواب ملتزمون بالوفاء بقسمهم الذي أقسموه منذ اليوم الأول في البرلمان على صون كرامة الشعب، معتبراً يوم الاستجواب (اليوم) تاريخياً، ويجب فيه إعطاء الشعب الكويتي الفرصة لمعرفة الحقيقة أمام هذه المسؤولية التاريخية، مذكّرا بأننا "لسنا موظفين عند الحكومة بل نمثل إرادة الأمة".

بدوره قال النائب د. جمعان الحربش، إن الشعب الكويتي بأكمله يقف صفا واحدا أمام هذه الحكومة التي تشعل الفتن وتسلط كل ساقط على الشعب الكويتي، وتسلط الأمن لانتهاك كرامات المواطنين، مشيرا إلى أننا كنواب لجأنا إلى المجلس لطرح قضايانا فإذا الحكومة تتغيب عن الجلسات، ولما لجأنا إلى الديوانيات قالوا عودوا إلى المجلس ولا تخرجوا القضية إلى الشارع، فلما قدمنا الاستجواب اتهمونا بأننا نوجهه إلى سمو الأمير.

ورأى الحربش أن كل مَن يقف مع الحكومة اليوم مساهم في سحل عبيد الوسمي، ومشارك في ضرب الشعب الكويتي، مخاطباً بعض زملائه النواب بالقول، "انتُخبنا لكي نمثل الناس مو عشان ننخش ونقول ما أخذتو موعد قبل لا تجوني".

أما النائب مسلم البراك فرفض التشكيك من أي طرف في انتماء وولاء الآخرين للكويت، فيعطيهم صكوك الوطنية، مشدداً على أن "حب الكويت شربناه مع حليب أمهاتنا"، محذرا رئيس الوزراء من مغبة السماح بعرض فيديو تم إعداده عند أحد قياديي الوزارة في جلسة الاستجواب غدا (اليوم)، وفيه خلط للأحداث التي جرت في الصليبيخات مع تلك التي جرت في الصباحية سابقاً، مضيفا "والله إن سووها لأخلي العوازم يقلبون عليك".

ولفت إلى أن الحكومة التي يقودها سمو الشيخ ناصر المحمد لا تستحق ذرة احترام، متهماً ما أسماه "الإعلام الفاسد" بالتحريض على الشعب بشكل قذر.

وأبدى ثقته بالقضاء الكويتي النزيه الذي سيقول كلمة الحق بين رئيس الوزراء ومَن يلاحقهم، مستغرباً أن يكون من بين النواب مَن يدافع عن الحكومة ويبرر ضربها المواطنين في ديوان الحربش، حيث شهدنا نقطة سوداء في تاريخ حكومة الشيخ ناصر المحمد وفق تعبيره.

وخلص إلى مقولة للزعيم غاندي قال فيها "كل الصفات في الإنسان يمكن أن تنقلب إلى أضدادها... إلا الجبن"، داعيا الشعب إلى عدم التردد في محاسبته شخصياً وزملائه النواب إذا بدر منهم أي تخاذل، مؤكداً أن الشعب الكويتي ينتظر مواقف خمسة نواب لم يحددوا موقفهم بعد، وهم خالد العدوة ومحمد الحويلة وحسن جوهر ومبارك الخرينج وحسين مزيد.

من جانبه، قال النائب فلاح الصواغ إن 21 نائباً في المجلس يقفون في الاستجواب موقف الشريف العفيف، لا موقف صاحب مصلحة، مستدركاً أن ما حدث من اعتداء على المواطنين في الصليبيخات كان أمراً مبيّتاً.

وشدد على أن الحكومة لا تصلح لإدارة المجتمع، ولا تستحق البقاء، مستغرباً أن يستجيب المخفر لأوامر اللواء خليل الشمالي بتسجيل خمس قضايا ضد النائب جمعان الحربش من جيرانه، ويرفض تسجيل القضايا التي رغب النواب في تسجيلها ضد "الداخلية" بدعوى أن ذلك من اختصاص النيابة العامة.

وأشار النائب محمد هايف إلى أن النواب سيسجلون في جلسة الغد (اليوم) صفحة إما أن تكون بيضاء أو سوداء في تاريخ البلاد، مشدداً على أن الاعتداء على المواطنين أمر مبيّت، إذ حصلت القوات الخاصة على أمر الهجوم مسبقاً.

واستدرك أن محامي الحكومة الفاشلين من النواب ليس لديهم حجة، أمام مقدمي الاستجواب، مشيداً برمي صناديق صحيفة "الإعلام الفاسد" حسب وصفه في محافظتي الأحمدي والجهراء في صناديق القمامة.

جريمة ضد الشعب

 

من جهته، قال النائب د. فيصل المسلم "لأجل مَن يستمر هذا الألم والمعاناة للشعب الكويتي؟"، مشيرا إلى أن الشيخ ناصر المحمد فرد لم يستطع أن ينجح في مهمته، وعليه أن يتركها لغيره سواء أحد نوابه الثلاثة أو غيرهم.

واتهم مَن يشارك في التصويت مع سرية الجلسة بالمشاركة في الجريمة المُمارَسة ضد الشعب الكويتي، وهو مجرم حسب تعبيره أياً كانت دوافعه، مؤكدا أن كل الوزراء باتوا مجرد موظفين كبار ومشاركين في الجريمة، مستشهداً بشطر بيت شعري لأبي القاسم الشابي قال فيه: "إذا الشعب يوماً أراد الحياة... فلا بد أن تستجيب السلطة".

وأوضح المسلم أن عدد النواب الموافقين على "عدم التعاون" حتى الآن قد وصل إلى 21 نائبا، ما يعني 45% من الشعب الكويتي لا يرغبون في استمرار هذه الحكومة.

ووجه حديثه إلى الإعلام الفاسد قائلا: "جاتكم كاظمة اليوم وستأتيكم كواظم أخرى مستقبلا"، موضحا أن من يشارك في إقرار سرية الجلسة هو مشارك في الجريمة، إذ إن اللائحة تنص على أن الجلسات علنية.

واختتم حديثه مطالباً الجميع بضبط النفس، وألا ينجر أحد وراء أي أمر كان يستهدف أمن وكرامة الوطن.

وأكد أن هناك خمسة نواب برقبتهم تاريخ وكرامة الكويت، وهم محمد الحويلة، وخالد العدوة، وحسن جوهر، ومبارك الخرينج، وحسين مزيد الذين نعوّل عليهم في الانتصار لكرامة الشعب والأمة.

تكميم الأفواه

منظم الندوة المحامي أسامة المناور قال، إن النواب هم الذين يحرجون أنفسهم والشعب الكويتي بمواقفهم، موضحاً أن المسألة تتجاوز رفع الحصانة عن أحد النواب، ووصلت إلى كرامة الأمة.

وأضاف أن الدستور فيه طرفا عقد، فإذا أخل أحدهما بواجباته وجب إلغاء العقد، مبدياً خشيته من تكميم أفواه النواب وإفقادهم القدرة على محاسبة أي وزير فاسد مستقبلاً.

وذكر أن الحكومة على مر التاريخ حاولت محاربة الديمقراطية والتراجع عن عقد الدستور، ولكنها فشلت بسبب إصرار الشعب الكويتي، إلا أن بعض النواب اليوم قد يقدمون إلى الحكومة ما تسعى إليه على طبق من ذهب و"باردة مبردة"، وبالقانون لتحقق الحكومة مبدأ "رفع العصاية" متى ما أرادت.

وفي حديثه الموجه إلى سمو رئيس الوزراء، استشهد المناور بمقولة للعالم آنشتاين قال فيها: "من المستحيل على العقول التي أنشأت المشكلة أن تحلها"، مستدركاً أن الشيخ ناصر المحمد شكل 6 حكومات في 4 سنوات، لم تكمل أي منها نصف المدة.

ووجّه شكره إلى العقيد شكري النجار على ما قاله انه وجد الدكتور عبيد الوسمي يقف على مكان مرتفع، مؤكدا أن هذا هو المكان الطبيعي للدكتور عبيد الوسمي وعبيد الشيعي وعبيد السني وعبيد الحضري، وأقسم أنه لن يتخلى عن الدكتور الوسمي، وسيذهب في دفاعه عنه إلى أبعد مدى.