منظور آخر: زيف المشاعر

نشر في 18-02-2011
آخر تحديث 18-02-2011 | 00:00
 أروى الوقيان التخلي عن صديق غدر بك وتحدث عنك بالسوء ولم يدافع عنك عندما اغتابك الآخرون هو الاختيار الأصح، فلا ينفع تركيب الزجاج بعد كسره، فالثقة تُبنى مع الأيام، وتُهدم بمواقف، فلا تجبر نفسك على الاستمرار مع شخص لا يستحق ثقتك؛ لأن ذلك عذاب يومي لا تستحقه.

كثير هو الزيف الذي يخيم على نفوس البشر ويغلف مشاعرهم، حتى أن الإنسان بات في حيرة لتصديق من أمامه، فقدرة الإنسان على إظهار مشاعر مزيفة وقدرته على التلاعب بالكلمات أصبحتا فخاً للعديدين من أصحاب القلوب الطيبة والنقية... فلماذا بتنا في زمن صارت فيه الطيبة عيباً؟

ونجد أولئك الناس الذين كنا ننصحهم أن يتوخوا الحذر بسبب طيبتهم المفرطة قد تغيروا اليوم وباتوا لا يظهرون طيبتهم، بل يتصنعون القسوة، كله بسبب الإنسان نفسه، فلا يكاد شخص يوجد لم يجرح في مشوار حياته، ولا يكاد شخص يعيش دون أن يعاني ألم الغدر من صديق أو حبيب أو قريب.

أصبحت الدنيا اختبارات وصدمات لا تنتهي؛ حتى باتت قلوبنا متحجرة وحذرة من حب الآخرين، بل اتخذ البعض درب السلامة والابتعاد عن أي شيء له علاقة بالعاطفة والمشاعر لمعرفتهم بعمق جروح الحب وألم الخيانة والغدر.

لم تعد تلك القصص محصورة في قصص الحب، بل تمددت لتشمل الأصدقاء الذين بتنا لا نثق سوى بقلة منهم، فالمعظم منهم يأكل لحم الآخر وينهشه حياً كذئب مخادع.

أجبرونا على التخلي عن عفويتنا وإخفاء الشخص الحقيقي القابع وراء قناع الخوف، كلنا جرحنا من قبل وقد نجرح في الغد، ولكن هذا لا يعني أن نتغير من أجلهم إن كانوا لا يستحقون طيبتنا، فهم لا يستحقون بقاءنا في حياتهم.

اخيتار الشريك الخطأ... والصديق الخطأ والحب الخطأ لا يمكن أن تعالج بالاستمرار في ارتكاب الأخطاء؛ لسبب بسيط: أنهم يمتصون طيبتنا، ويجعلون منا أشباحاً وأجساداً دون أرواح، فلا شخص يستحق أن نضحي له بأجمل صفاتنا.

الطلاق لا يعني نهاية الحياة إن كان الاختيار خطأ منذ البداية، حرروا أنفسكم من سجنكم اليومي وغضبكم ونقمتكم على الناس السعداء، هناك دوماً فرصة ثانية للبدء من جديد.

التخلي عن صديق غدر بك وتحدث عنك بالسوء ولم يدافع عنك عندما اغتابك الآخرون هو الاختيار الأصح، فلا ينفع تركيب الزجاج بعد كسره، فالثقة تُبنى مع الأيام، وتُهدم بمواقف، فلا تجبر نفسك على الاستمرار مع شخص لا يستحق ثقتك؛ لأن ذلك عذاب يومي لا تستحقه.

الوقوع في الحب مع الشخص غير المناسب لا يعني أنك شخص دون قيمة، ويجب أن تضحي فقط رضاءً لغرور من تحب، فمن يعذب روحك لا يستحقك، ومن يتلاعب بمشاعرك لا يستحقك، ومن يسحق روحك لا يستحقك... اتركه فعذاب الفراق تعالجه الأيام ولكن عذاب سوء الاختيار لا يعالجه طول الوقت.

هناك أشياء وأناس قابلة للإصلاح وتستحق فرصاً ثانية، ولكن هناك من سيستغلك ولن يحبك المحبة الحقة التي تستحقها.

أصغ إلى حدسك فهو مخلصك... لا تستحق العذاب ولا تستحق أرواحنا أن تتلوث أكثر بقذارة بعض البشر.

قفلة:

تتزين شوارع الكويت بزينة تشرح صدري، والأعلام المرفرفة ترسم الابتسامة على قلبي... لست أتمنى سوى أعياد لا تنتهي لهذا الوطن الذي احتضننا ولم يبخل علينا يوما، عل أمنيتي تصل... لِمَ لا نكف عن طرد الفرحة في هذا البلد الجميل الذي ينادينا لنفرح رغم بعض أعداء الفرح المترامين في المجلس وكلية الشريعة وبعض المساجد، ولكل من يغسل أدمغة المساكين بأفيون الشعوب؟

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top