على الرغم من أن السلطات المصرية نجحت إلى حد بعيد في السيطرة الإعلامية على تغطية الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإن وسائط إلكترونية عدة جعلت من بعض الشوائب، التي شهدتها العملية الانتخابية كـ "تسويد البطاقات" والاشتباكات بين أنصار المرشحين وحرق صناديق الاقتراع، كتاباً مفتوحاً أمام ملايين المتابعين.

Ad

فقد بادرت صفحة "وحدة الرصد الميداني" على الموقع الاجتماعي الشهير "فيسبوك" إلى نشر صورة لاستمارة الترشيح في "محافظة البحيرة" قبل 24 ساعة من بدء الاقتراع، على الرغم من أن هذه الاستمارة لا يجب أن توزَّع خارج لجان التصويت أثناء سريان العملية الانتخابية، وهي بداية قوية لسيل من الوثائق، يذكِّر بوثائق "موقع ويكيليكس" لكن على الطريقة المصرية.

"وحدة الرصد الميداني" وناشطون من مختلف القوى السياسية وفَّروا ما يزيد على ألف شريط مصور يحتوي على مشاهد تدل بحسب بعض المراقبين على عمليات "تزوير واسعة النطاق"، كان أشهرها وأكثرها تأثيراً الشريط الذي نُشر على موقع "اليوتيوب" تحت اسم "فضيحة الانتخابات في بلبيس"، وهي المدينة التابعة لمحافظة الشرقية أحد أهم معاقل جماعة "الإخوان المسلمين".

ويظهر في الشريط مواطنان يقومان بتسويد البطاقات دون أي إحساس بالاضطراب، وانتشر هذا الشريط على آلاف الصفحات على "الفيسبوك"، نظراً إلى وضوح صورته وصوته إلى حد كبير، ما دفع قناتي "الجزيرة" الفضائية القطرية وشبكة "سي إن إن" الأميركية إلى الاستعانة به في تقاريرهما عن العملية الانتخابية.

كما نشر ناشطون أشرطة مصورة على موقع "اليوتيوب" عن مقتل ثلاثة من الناخبين في مدينة مشتول السوق في محافظة الشرقية، حيث تجوَّلت كاميرا الناشطين بمنتهى الحرية في أرجاء مستشفى حكومي، لتعرض إحدى الجثث الملقاة على الأرض، قيل إنها لشخص لقي مصرعه على أيدي أنصار مرشح الحزب "الوطني" الحاكم.