مد الجسور
الأسبوع الماضي كان موعداً لورشتي عمل نظمناهما في الكويت بين مركز السلام للدراسات التنموية والاستراتيجية ومؤسسة مد الجسور المعنية بتشجيع الحوار بين المجتمع المدني الخليجي من جهة وبين المجتمع المدني الأوروبي من جهة أخرى.الحضور الخليجي كان لافتاً ومهماً ففي الورشة الأولى تركز الحوار على الجانب التعليمي في قضايا حقوق الإنسان، إذ أبلى المحاضرون الخليجيون من البحرين والسعودية وعُمان وقطر والإمارات والكويت بلاء حسناً ما يوحي أن وعياً مهماً آخذ في التبلور والظهور على الرغم من كل ملامح التردي والتراجع.
أما الورشة الثانية فكانت حواراً أوروبياً خليجياً فاعلاً تباينت فيه الرؤى ومن ثم اتضح فيه الكثير من الصور، وبقدر ما كان الانتقاد الخليجي لأوضاع الحريات ظاهراً وحاداً، كان النقد الذاتي الأوروبي ملحوظاً.ولعل اللافت في الموضوع هو المشاركة الشبابية الملحوظة، إذ شارك الشباب مع "الشياب" دون تردد، وكانت إضافة هامة لمسيرة الوعي بالأشياء، إذ لم تقتصر المحاضرات والمداخلات على أصحاب الخبرات المعتقة في مجال حقوق الإنسان، بل كانت المساهمات الشبابية بارزة ومحورية. كما أن إحدى الإضافات المهمة في الورشتين تنوع وتعدد الرؤى والأفكار، ما أعطى النقاش حيوية وفاعلية جعل من الورشة محطة هامة للانطلاق إلى تعزيز القبول بالآخر، والتفاهم والتعايش في ظل أجواء زاخرة بمفاهيم احتكار الرأي وإلغاء الآخر ورفض التعايش.المشاركون دون استثناء عادوا بتجربة عملية رائعة وجميلة ربما تطرح نموذجاً ممكناً بدلاً من الفوضى السائدة في مجتمعاتنا وحالة الاحتراب المستمرة.خطوة صغيرة؟ ربما. ولكنها تصلح نموذجاً لكي يستمر وربما يصبح قابلاً للتعميم لكي ننعم بمجتمع أكثر قابلية للتفاهم والتعايش.نحن اليوم، ربما أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى مد الجسور، بدلاً من تدميرها ونسفها.