الحب... اختراع
![عبدالهادي شلا](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1599156177023124700/1599156222000/1280x960.jpg)
وعلى مر العصور ظن الناس أن القلب هو مصدر إشعاعات الحب بين البشر، ولكن دراسة بريطانية قام بها أخيراً كل من البروفيسور سمير زكي وجون رومايا من جامعة لندن أكدت أن «القلب ليس له علاقة بالحب أو المشاعر الإنسانية، إنما تؤول المسؤولية في هذا الأمر إلى المخ، وأن السر في حب أشياء معينة دون أخرى، هو مسؤولية مراكز المخ التي تتكون فيها مشاعر الكراهية أيضا لدى الإنسان قبل أن تظهر على سلوكه».و»أن الشعور بالكراهية ينشط مراكز أخرى لمشاعر متقاربة مع الكره مثل الخوف والغضب، ولكن الكراهية تشاطر الحب مركزين من مراكز المخ. إذ إن مركزاً فى المخ يعرف باسم «بوتامن» والمنطقة المعروفة باسم «انسولا» ينشطان عندما يساور الإنسان شعور بالحب أو بالكراهية، وأن مركز «بوتامن» يمهد لسلوكيات الإنسان عندما يصادف شخصاً يكرهه».وشاعرنا الكبير نزار قباني قد سبقهم، حين قال:الحب في الأرض بعض من تخيلنالو لم نجده عليها لاخترعناه ومادامت «الاختراعات» نتيجة إمعان العقل، فهل كان شاعرنا الكبير على علم بهذا الاكتشاف قبل ظهوره بسنوات عديدة؟لا نعتقد ذلك فهو يتعامل مع القلوب ومع الجمال حيث كان، ولكن ما توصل إليه البحث يجعلنا نتفكر في القدرات الكامنة في طبيعة البشر شعراء كانوا أم علماء، فالتنبؤ أو الاستشعار هما من صفات المبدع الحقيقي.والعلم الذي بين يدينا «قليل»: «وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا»، وفي آيات أخرى نجد إشارة إلى أن القلب هو مصدر المشاعر من حب وكراهية وليس العقل كما وصلنا من استنتاجات علمية «وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ»، إذن فالقلب يعمل في فقه الأشياء ويتوصل منها إلى النتائج التي يرسلها «مفلترة» إلى العقل ليعطي بها الأوامر للتنفيذ، وفي الآية «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ»، بمعنى العودة إلى العقل والبحث في دهاليزه عن الجواب الشافي بعد أن يعمل فيها القلب.كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة