تقدم إسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي بالقاهرة بطلب إلى الحكومة المصرية منذ عدة أيام، لشراء مقام أبو حصيرة بمحافظة البحيرة لمصلحة عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين بنظام حق الانتفاع مدة 25 عاماً، وذلك لكي يتمكنوا من عمل تطوير وتوسيع للمقام الديني، وأيضاً عمل ملحقات له مثل الفنادق والملاهي وغيرها من لوازم إقامة الطقوس الدينية التي يتوافد اليهود الإسرائيليون من أجل إحيائها في شهر يناير من كل عام.

Ad

جاء في الطلب أن أربعة من رجال الأعمال الإسرائيليين يتقدمون عن طريق السفارة الإسرائيلية بالقاهرة لشراء أرض مقام أبو حصيرة وما حولها من أرض فضاء تقدر إجمالي المساحة بحوالي خمسة أفدنة (21 ألف متر مربع تقريباً)، مقابل 105 ملايين جنيه (حوالي 30 مليون دولار).

وقال رجال الأعمال الإسرائيليون في الطلب إن مقام أبو حصيرة يمثل مزاراً دينياً يهودياً مهماً نظرا إلى مكانة الحاخام أبو حصيرة في قلوب اليهود حول العالم، وما له من قدسية في أركان الديانة اليهودية، لذلك يأمل الشعب الإسرائيلي حول العالم ألا يحرمه الشعب المصري وحكومته ممارسةَ طقوس دينه من أجل خلافات وصراعات قديمة انتهت بالسلام والمحبة المتبادلة وتبادل المصالح، وأضافوا: "الشعب اليهودي لم يمانع أبداً في زيارة المصريين للقدس وبيت المقدس وذلك لاحترام الشعب الإسرائيلي واليهود حول العالم لديانات الآخرين ومعتقداتهم، راجين أن يعاملهم الشعب المصري "الحبيب" وحكومته الرشيدة - بحسب نص الطلب - بالمثل، وألا تقف الأفكار البالية عقبة أمام اكتمال عملية السلام وممارسة أصحاب الديانات لطقوسهم الدينية المقدسة السامية من أجل الرب الواحد ياهو".

من جانبه، أشار مصدر خاص لـ"الجريدة" إلى أن عشرات الطلبات الشبيهة بالطلب الحالي كانت قد قدمت من قبل إلى الحكومة المصرية لكن أحداً لم يجب، مؤكداً أن هذا الطلب سيلحق بسابقيه.

وأكد المصدر أن وزارة الخارجية لا تعير مثل هذه الطلبات أي اهتمام، نظرا إلى وجود تعليمات عليا مسبقة منذ عام 2000 بعدم الالتفات إلى مثل هذه الطلبات الخاصة بالاستحواذ على ما يدعى الإسرائيليون أنها مزارات دينية يهودية أو أماكن مقدسة، ويوجد في مصر 17 أثراً لليهود، 14 منها في القاهرة مع معبدي «الياهو هانبي» ومنشأ في الإسكندرية، ويبلغ عدد المعابد اليهودية المسجلة أثرياً 9 معابد، وغير المسجلة 9 مثلها، ويزور اليهود بعض الآثار القبطية مثل دير "سانت كاترين" و"جزيرة فرعون" و"جبل موسى"، وكلها من المناطق السياحية الدينية في سيناء، ويأمل الإسرائيليون الاستحواذ أو على الأقل الإشراف المباشر عليها، لكن الحكومة المصرية ترفض دائماً مثل هذه الطلبات.