حسن يوسف... جاء وذهب!
منذ أيام كنت في حديث مع بعض الأصدقاء حول عودة الفنان حسن يوسف إلى التمثيل في أحد المسلسلات التي عرضت في رمضان، بطريقة لم تكن متوائمة، في نظري، مع مظهره المتدين ومع قصة توبته واعتزاله تأدية هذا النوع من الأدوار، فأبديت استغرابي لعدم إدراكي لما يمكن أن يكون قد استند إليه حسن يوسف كمبرر من الناحية الدينية ليقوم بذلك. وبالطبع فلم أكن حينها في مجال الدخول في مسألة تحليل أو تحريم التمثيل بالطبع، ولست في مجالها اليوم كذلك، إنما كان مرادي هو فهم كيف تغيرت الصورة عند حسن يوسف؟ ولماذا ابتعد عن التمثيل آنذاك؟ ولماذا عاد الآن؟ ووفق أي مبررات؟بطبيعة الحال، ليس لأحد أن يطالب الفنان حسن يوسف أو يجبره على تقديم هذه المبررات، فهذه بالنهاية هي حريته الشخصية، كما أن هناك الآلاف من الممثلين غيره في العالم العربي، وغير العربي، ممن يقومون بما يروق لهم من أدوار، لكن المختلف في حالة حسن يوسف هو أنه كان قد أعلن اعتزال التمثيل من باب التوبة الدينية، كما قال بنفسه آنذاك، وهذا ما جعل الناس تتحدث وتتساءل وتناقش حالته بعد نكوصه اليوم، وسيكون، ولا شك، مهما ومثيرا، بالأخص لمن تحمسوا وباركوا توبته آنذاك، أن يفهموا تكييف عودته.
في خضم ذلك النقاش مع الأصدقاء، تحسس أحدهم من الخوض معنا اعتقادا منه أن ذلك قد يكون من الغيبة، وقد استوقفتني هذه الفكرة، بل شدتني من تلابيبي!وأطل في خاطري السؤال التالي: هل الحديث عما يبدر من الشخصيات العامة، على اختلافها، وهي التي بذلت نفسها في الإعلام، هو من الغيبة فعلا؟! غني عن القول إنه لا يحق للناس الحديث عن خصوصيات أي أحد، سواء أكان إنسانا عاديا أم شخصية عامة، فلا يجوز تناول أموره الخاصة والشخصية، كشؤون بيته وأهله وما أشبه، ولكن ما يبذله الإنسان بنفسه للتداول الإعلامي، سواء من آراء أو أفكار أو تصرفات أو هيئات، سيكون هو بنفسه من جعلها محل التعليق والتحليل والتداول من قبل النقاد والجمهور!نعم، ليس للناس الدخول في مجهول النوايا، ولا التطاول بالشتم أو التجريح أو الإهانة لأي أحد كان، لأن هذا مرفوض أخلاقيا أصلا، ناهيك عن كونه محرم دينيا، لكن مناقشة أفكارهم وآرائهم وأفعالهم وتصرفاتهم، ومحاولة تفسيرها هو أمر لا غبار عليه في قناعتي.حسن يوسف، وهو مثار ذاك النقاش، كمثال لشخصية عامة لا أكثر، هو بنفسه من أعلن توبته واعتزاله التمثيل في وقت من الأوقات، فأشاد بخطوته تلك الكثيرون وباركوها وهللوا لها وقتئذ، وهو اليوم من عاد إليه، ومن حق الناس أن تتساءل وتتناقش في محاولة للفهم! ومن دخل دائرة الضوء الإعلامي برجليه طوعا، سواء أكان الفنان حسن يوسف أم غيره في أي مجال إعلامي كان، يدرك هذا جيدا جدا!كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراءيمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة