بلادة... وعمى ألوان!

نشر في 15-03-2011
آخر تحديث 15-03-2011 | 00:00
 حمد نايف العنزي من أجل العدالة، ومن أجل كل روح أزهقها هؤلاء الظلمة ومن على شاكلتهم من نفس فصيل التعذيب والتمثيل بأجساد البشر، يجب ألا يتم الاكتفاء بالتحقيق في قضية الميموني، بل يجب أن تفتح كل الملفات التي أشرف عليها المتهمون بقتله، وكل من تحوم عليهم الشبهات من زملائهم.

لكي تشعر بفداحة ما قام به المجرمون، عليك أن تتخيل للحظات أنك محمد غزاي الميموني المطيري، تعيش عذاباته، تتألم آلامه، تتأوه تأوهاته، تستعطف استعطافاته، تئن كما كان يئن، تبكي كما كان يبكي، تشكو كما يشكو... أي غصة ومرارة في فمك الآن؟ أي غضب في قلبك؟ أي رغبة تسري في روحك بأن تراهم يذوقون بعض ما ذقت ويعيشون ما عشت؟

ترى كم ميموني لم يدر عنه أحد؟ عانى كما عانى، وعُذب كما عُذب، وشُوهت سمعته كما شوهت سمعة الميموني، لا أحد سمع عنه ولا أحد عرف ما حصل له، دفنوا جثته تحت التراب وقالوا «سبب الموت جرعة زائدة»، ثم أغلقوا ملفه ودعوا الله أن يرحمه ويدخله واسع جناته!

من أجل العدالة، ومن أجل كل روح أزهقها هؤلاء الظلمة ومن على شاكلتهم من نفس فصيل التعذيب والتمثيل بأجساد البشر، يجب ألا يتم الاكتفاء بالتحقيق في قضية الميموني، بل يجب أن تفتح كل الملفات التي أشرف عليها المتهمون بقتله، وكل من تحوم عليهم الشبهات من زملائهم، ولنعتبر قضية الميموني العين السحرية للباب الذي سنرى من خلاله ما يجرى من سوءات ورزايا و»بلاوي» لا يعلم عنها إلا الله!

***

حكومتنا لديها عمى ألوان كبقية الحكومات العربية، فهي لا تميز بين المظاهرة السلمية ذات الشعارات والهتافات المسالمة والمطالبة بالعدالة والإنصاف وأعمال الشغب والتخريب الفوضوية والغوغائية، وتتعامل مع الحالتين بنفس الطريقة والأسلوب «الضرب بيد من حديد، وعصي، وغازات»!

وفعل متهور وعنيف كهذا لابد أن يواجه برد فعل متهور وعنيف في الاتجاه المعاكس، ويجبر أكثر الناس وداعة على الدفاع عن النفس والرد على الاعتداء بمثله، فإن فعل «مرغما» صاح به نواب «بطنها» الذين يرون الأمور بعين حولاء: ندين ونستنكر الاعتداء الغاشم على رجال الأمن!

قمة العدالة والإنصاف... والإحساس المتبلد!

***

السود هم أكثر من عانى العنصرية وظل يقاسي حتى وقت قريب من ويلاتها، ولذلك، عقلياً ومنطقياً، سيكون السود هم الأكثر رفضاً لها وللتمييز والتصنيف بين الناس، وبالفعل، لم أسمع في حياتي أن أسود لديه روح عنصرية يرى من خلالها الناس فئات ودرجات وطبقات، ويتفوه بعبارات تفوح منها رائحة الكبر والنظرة الدونية للآخرين حتى قرأت وسمعت ما يتفوه به «نائب من نوائب الدهر» تجاه فئة «البدون» كلما جاءت سيرتهم، وهو حسب ظني أول عنصري أسود في التاريخ... يا مرحبا!

***

الذين وزعوا البطيخ على النواب فاتهم أن ينوعوا في العطايا، فإلى جانب البطيخ كان ينبغي لهم توزيع مخدات على بعض النواب موقع عليها «نام في بيتكم أحسن»، وكذلك أن يقدموا حبوباً تنظم عملية الهضم عند بعض النواب كي لا يضطروا فجأة إلى الذهاب إلى الحمام عند أي تصويت كعادتهم، أو تقديم أكياس فارغة لبعض النواب مسجل عليها «أفرغ طائفيتك هنا قبل الدخول إلى القاعة»، أو توزيع «روب» المحامين الأسود على بعض النواب الذين يترافعون دفاعاً عن الحكومة الرشيدة في كل جلسة... ظالمة كانت أم مظلومة!

***

تغريدة: المجتمع الذي تزعزع أمنه صرخة لمظلوم، وأنة لموجوع، وآهة لمقهور، مجتمع من زجاج... قابل للكسر في أي لحظة!

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top