1 -    

Ad

خذ الألم بقوة الرهان, بقوة الحيرة, حيرة الأعمى أمام سحابة ماضية,

حيرة جلجامش أمام الزهرة في فم الأفعى، وعندما تدعوك الحياة، لن

تجدَ أثراً للأبواب ولا للنوافذ، الجدران تصدعتْ والبلدة اختفت كليّاً.

هناك تحت أبراج اللؤلؤ، ستجد في عين الذئب التي لا تنام خارطة

حياتك كلها، دليل البراءة.

2 -    

لن تذهبَ إلى أبعد من هذا ولن ترى لن ترى إلى أبعد من النافذة،

حتى ذلك النبع, لن ترى ذلك النبع الذي يسعى المرء إلى أن يغرق فيه

كي يولد ثانيةً. تريد أن تمتحن المصير، على الحافة، لكنك على الأرجح،

رجلٌ ميتٌ يمشي في الظلام. يردد أغنيةً عن منفاه الطويل. لن تذهبَ

ولن ترى ولن يظهر لك الملاك في القلعة. إلى هنا انتهت المغامرة إلى

الأبد وانكشف عريُ الزمان.

3 -      

بحيرة النور، أكلم هذه المرأة التي لم تعُدْ تراني. لأن عينيها مُصوّبتان هناك

إلى ما وراء النافذة. إلى نرسيس في بحيرةٍ مسحورةٍ، (ربما حيث يسعى المرء

إلى حتفهِ الناقص) أكلمها برجاء, دون أن تلتفت, لأنها على الأرجح تريد أن ترى

كيف يصعد النور إلى أعشاب عمرٍ ضائع. تردد أغنية عن منفاها الطويل, لتأتي اللحظة أكثر انكشافاً من عُريها تنتظر, هنا تحت الثلج, أن يقفز من بحيرةِ خيالها مالك الحزين ليجلب لها السعادة. وعندما تتعب. عندما يمتلئ إطار النافذةِ بأفكارها, تلتفت إليّ وفي عينيها يقرأ المرء حياة أيامها الماضية.  

4 -    

الشاعر والخرساء والشمس، الإشارات تتبع الشاعر إلى عمق الحانة. يمشي كأنه يجوس خريطة العالم، حيث ستقودُهُ خطواته إلى تلك النقطة, إلى ذلك المكان

ليكتشف مجدداً مظالم الحياة. كأنما هذا هو ما ينقصه حقاً! هو الذي جَابَ الآفاق

ورافق الطوفان حتى فاض من عينيه. لكن سدوري وحدها مَن يعرف

بأن الشاعر متعبٌ هذا اليوم. وهناك تلك المرأة الخرساء الباكية – دون أن تذرف دمعة واحدة – تشكو تستعطف الزبائن كأنما تخاطب الشمس المتلألئة

في تلك الظهيرة في ذلك اليوم، على استعدادٍ دائمٍ للمثول أمام الشاعر

مشيرةً بلا أدنى لََبس: بأنها هي المرأة الطويلة كشتاءٍ إسكندنافي

قد تمَّ استعبادها حتى النهاية, حتى فرَّ منها الكلام. ورأى في عينيها تلك

العبارات التي لم تستطع أن تقولها. "إن الحياة التي تبغي لن تجدها".

"مالمو" أمثولة كاذبة يا عزيزي الشاعر، من هنا مَرَّ ابن فضلان أسيراً

في سفن القراصنة.  

5 -    

عند مسقط الضوء، الذي لم يكن أبداً، عند مسقط الضوء

وأنت تطرق البابَ الذي لن يُفتحَ... في يدك زهرة الأسى, أنت القادم

من بعيد، من جبال تشتعل فوق قممها، نيران الرُّحَّل، كأنك لقيا القيامة

في هذا المساء، هناك. أمام الأبواب التي لن تفتح، وفي يدك زهرة الموت

اسمع الموسيقى، إنها آتية من دهليز حياتك, من عتبة الجحيم حتى آخر

الأنفاس، أنت شخص آخر الآن، لأنّ الكلمة دليلك إلى البراري،

عند مسقط الضوء، أمام الأبواب التي لن تفتح، ليُنظر إليك, كما يُنظرُ

إلى ملاكٍ، حائرٍ أمام العتبة، يحمل في يدِهِ زهرة الذنوب، لأن مثلك

حياتُهُ قفلٌ والمفتاح، أسطورة أو خرافة، أتريد المزيد أيها الفتى، الذي كان الذي لم يكن أبداً.