عن أسباب اختياره ومشاريعه السينمائية المقبلة كان اللقاء التالي معه.

Ad

كيف كانت ردة فعلك على اختيارك للمشاركة في عضوية لجنة تحكيم النقاد في مهرجان «كان»؟

كان اختياري مفاجأة سارة جداً لي، خصوصاً أن جائزة النقاد تبقى جائزة الضمير النقدي التي تعتمد على التحليل العلمي بعيداً عن المجاملات، لذلك ثمة حرص دائم في اختيار الأعضاء.

لماذا اعترضت على اختيار الأعمال المصرية المشاركة في «كان»؟

اختيار مصر ضيفة شرف في «كان» فرصة عظيمة لعرض الأعمال المصرية، إلا أن برنامج الاحتفالية يضمّ سينمائيين روّجوا للنظام السابق وصنعوا حملات دعائية تجمّل الدكتاتور وترسّخ الظلم وتؤسّس لمشروع التوريث. كذلك، تضمّ الأفلام المختارة ممثلين كانوا من أعداء الثورة وحاولوا إجهاضها بشتى الطرق فأدانتهم الجماهير المصرية ووضعتهم في مصاف أعداء الشعب المصري ومصالحه العليا. تضم الاحتفالية أيضاً مسؤولين كانوا على علاقة بالنظام السابق وأفسدوا السينما والثقافة في مصر خلال السنوات الماضية، هذه الأمور كلّها دفعتني الى إعلان رفضي مشاركة هؤلاء في «كان» وكي لا تتحوّل احتفالية المهرجان الى محاولة لغسيل السمعة أو للالتفاف على الثورة أو سرقتها.

في ضوء مشاركاتك المتعدّدة في المهرجانات الدولية، أين تكمن مشكلة «مهرجان القاهرة السينمائي» الذي يتراجع عاماً بعد عام؟

تكمن في الإدارة وتحديداً في نائب الرئيس سهير عبد القادر، لأنها بعد وفاة سعد الدين وهبة أصبحت هي المسيطرة تماماً على المهرجان، على رغم تعاقب الرؤساء، لأنهم إما كانوا مهمّشين مثل عزت أبو عوف ومن قبله حسين فهمي أو غير متخصّصين مثل شريف الشوباشي، لذا تحوّل المهرجان إلى مناسبة سياحية. ثم إن عبد القادر لا علاقة لها بالسينما ولا تحرص على التواصل بين السينمائيين المصريين والغربيين، كذلك لا تعرض الأفلام المصرية في المهرجان، كما يحدث في المهرجانات العربية، بالإضافة الى أن ثمة تشتيتاً لمتابعي هذا الحدث في أكثر من مكان على رغم وجود الأوبرا التي تصلح كمركز رائع. نشأت أيضاً شبكة من العلاقات الخاصة أصبحت هي التي تتحكّم بهذا المهرجان.

ثمة أصوات مطالبة بتأجيله هذا العام الى حين إصلاح أوضاعه، فهل توافقها الرأي؟

على العكس. لا بد برأيي، من انعقاد المهرجان هذا العام لكن بعد استبدال إدارته بأخرى قادرة على النهوض به.

من واقع متابعتك لا بد أنك تلاحظ أن السينما الإيرانية والمغربية في تقدّم مستمر بعكس السينما المصرية، لماذا برأيك؟

لأن في هاتين الدولتين التزاماً من الدولة تجاه دعم الإنتاج باحترافية وموضوعية من خلال لجنة محايدة تملك الخبرة لاختيار الأفلام التي تستحق الدعم، فالمغرب تدعم أكثر من 20 فيلماً سنوياً، وتنتج إيران 100 فيلم في العام، على عكس مصر التي انسحبت فيها الدولة تماماً من دورها تجاه دعم صناعة السينما.

على رغم خبرتك الطويلة في مجال السينما، إلا أن تجاربك السينمائية قليلة، لماذا؟

لأنني أختار دائماً تقديم الأعمال الجادة وأهتم بالكيف وليس بالكم، فبالسبة إلي تقديم عمل متميّز أفضل من صنع عشرات أفلام لا تبقى في ذاكرة السينما.

لكنك قدّمت فيلماً تجارياً وهو «إزاي البنات تحبك»؟

بالفعل، إلا أنه لم يكن مبتذلاً، وقد رفضت بعد ذلك الانغماس في الأفلام التجارية وقررت ألا أقدّم سوى تلك التي تخاطب العقل على رغم أن عشرات الأعمال عُرضت عليَّ لأقدّمها.

هل ترى أن ثمة تناقضاً بين الأفلام التي تخاطب العقل وبين الأفلام الجماهيرية؟

طبعاً، فالأفلام التي تنجح جماهيرياً في مصر تكون دائماً بعيدة عن المقاييس الفعلية للأفلام، ولا يمكن أن تحقّق أي نتائج في المهرجانات، ذلك أن ذوق الجمهور المصري يميل الى التسلية أو الميلودراما بعيداً عن السينما الحديثة التي تمتاز بتعبيرية الصورة والمعادل الشعري والاقتصاد في الحوار.

ماذا عن فيلم «الأندلس» الذي حزت به جائزة الاتحاد الأوروبي لأفضل سيناريو في حوض البحر المتوسط؟

جاهز للتنفيذ منذ فترة، إلا أنه فيلم تاريخي يحتاج الى إنتاج يصل إلى 12 مليون دولار، وقد نجحت في الحصول على جزء من التمويل من شركة إسبانية وأخرى مغربية، لكن يتبقى ما يزيد على ثلثي الميزانية.

لماذا اخترت الأندلس لتقدّم عنها فيلماً؟

أنا متنقّل دائم بين الشرق والغرب، سواء جغرافيا أو فكرياً، ولديَّ رغبة في تحقيق التقارب بين العالمين من دون طمس هوية أيّ منهما، ومن خلال قراءتي للتاريخ وجدت أن الفترة الأندلسية حقّقت هذا التقارب، حيث كان الحكم إسلامياّ في هذه المنطقة الأوروبية التي ضمّت جميع الجنسيات والأعراق، فتعايشت معاً وقدّمت علماً وحضارة. ثم إن دوري كسينمائي هو تسليط الضوء على هذه الفترة لتأكيد إمكان التعايش بين الشعوب المختلفة.

هل تعمل على مشاريع سينمائية قريبة؟

كنت أعدّ لفيلم «قبل الربيع» قبل الثورة، وقد عاودت التجهيز له لأنه يرتبط بالصدفة بما حدث في 25 يناير، إذ يتحدّث عن الفساد الذي تغلغل في المجتمع والحاجة الى التغيير التي أصبحت ملحّة.

الفيلم من إنتاجي بالمشاركة مع إحدى القنوت التلفزيونية العربية، وسنبدأ التصوير قريباً.

علمت أن لك اعتراضات كثيرة على سياسة وزارة الثقافة بعد الثورة.

هذا صحيح، ذلك لأن وزارة الثقافة لم تتغيّر وما زالت تضمّ أشخاصاً في مناصب قيادية على رغم كل ما يُعرف عنها من فساد وإفساد مثل خالد عبد الجليل، رئيس المركز القومي للسينما.

أعلنت العام الماضي أن مهرجان «الصورة الحرة» سيقام بشكل دوري وهذا لم يحدث، لماذا؟

لسببين، الأول هو قيام الثورة أثناء التجهيز للدورة الثانية للمهرجان، والثاني هو أنني أرفض التعامل مع تامر عبد المنعم، رئيس قصر السينما، بعد مواقفه وتصريحاته المناهضة لثورة 25 يناير.

كيف ترى السينما في الفترة المقبلة؟

أرى أن ثمة فرصة ذهبية أمام السينما الحقيقية والمستقلّة وسينما الديجيتال كي تحتل الساحة في ظل غياب رؤوس الأموال التي تخشى من تقلّبات السوق.