«الزوال الثاني» عرض انتهى منذ بدايته

نشر في 04-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 04-10-2010 | 00:01
No Image Caption
المخرج وقع في فخ الإيقاع الممل
قدمت إدارة مراكز الشباب في قطاع الشباب بالهيئة العامة للشباب والرياضة، العرض الثالث في مسابقة مهرجان أيام المسرح للشباب السابع.

عرضت إدارة مراكز الشباب عملها "الزوال الثاني"، تأليف فاطمة المسلم وإخراج بدر المعتوق، في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب.

العرض بدأ بتسليط الضوء على المستوى السفلي وبمقولة الحجي فارس: "مهما تبدلت الظروف عمرنا ما نتوب والدنيا تبقى دنيا"، وخلفه حركة تعبيرية لمجموعة من الأشخاص يرتدون الثياب البيضاء، أما المقولة ذاتها فهي تحمل نظرة سوداوية بها تشاؤم كبير من أفعال البشر، لذا انتهى العرض منذ بدايته.

للمرة الثانية نرى الديكور معتمداً على اظهار ثلاثة مستويات لإيضاح وجود الطبقية، فسبق لعرض "المركب" للمعهد العالي للفنون المسرحية أن قدم الفكرة المكررة التي شاهدها متابعو المهرجانات المسرحية العربية والمحلية مرات عديدة.

أما النص فيعتمد على القلادة الملعونة التي تحقق رغبات وأمنيات من يمتلكها من منزل ومال وسيطرة على الناس، وعندما يحتدم الصراع بين الناس طمعاً بالقلادة، يلقى الجميع مصيره بالموت أو الزوال إلا طفل صغير يتمنى الخير والسعادة للناس، فينجو من الكارثة، تمر سنوات عدة، وأصبح ذاك الطفل رجلاً طاعناً في السن اسمه الحجي فارس، أما أهل القرية فيبحثون عن الماء لكن دون جدوى، أما الحجي فارس فيعثر على الماء ويوزعه على أهل القرية، يتآمر هؤلاء الرجال على الحجي فارس طمعاً بالقلادة التي بحوزته، فيعود الصراع إلى الواجهة ويلقون المصير نفسه، ويبقى الأمل معقوداً بالحجي فارس الذي يتمنى الخير والسعادة للجميع وبالجيل الجديد.

تكمن مشكلة العرض في افتقاده نصاً عميقاً درامياً، فمن مقومات النص المسرحي أن يحتوي على الثيمة الأساسية والمقدمة الموضوعية، ومحاولة عمل ترميم للحبكة الدرامية ومن ثم النهوض بها إلى مستوى الاستجابة، ثم استنهاض المدركات الحسية كمرحلة بناء تقويمي للنص المسرحي.

أما بالنسبة إلى العملية الإخراجية، فقد وقع المخرج في فخ الإيقاع المسرحي، فلم يوفق في تقديم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، ومن ثم كانت هناك العديد من الفترات التي أصابت المتفرج بالملل.

ولا نعلم لماذا أدخلت اللهجة العراقية في حديث واحد من أهل القرية، والاستعانة بإحدى الدعايات التلفزيونية لإحدى شركات الاتصالات، تقليداً للمسرح التجاري، إضافة إلى وقوع خطأ كبير في قول أحد الممثلين بيتاً للشاعر أبوالطيب المتنبي "تجري الرياح بما لا تشتهي السُفُن" والأصوب "السَفِنُ" التي تعني قائد السفينة.

ومن اللافت في هذا العرض هو الطفل (خالد المظفر) وموهبته في مجال الكوميديا، وكذلك الأداء الجميل للطفل (ضاري الرشدان).

إنها التجربة الأولى للمخرج بدر المعتوق، وعليه العمل جيداً في تثقيف نفسه في مجال المسرح من خلال القراءة ومتابعة الأعمال المسرحية الجيدة الصنع، أما الكاتبة فاطمة المسلم فننصحها بمطالعة فن الكتابة المسرحية وقراءة أهم النصوص العالمية ومجمل النظريات المسرحية الحديثة والمذاهب المسرحية والتزام الوحدات الثلاثة الأرسطية.

back to top