«الشؤون»: 90% من الجمعيات الخيرية خالفت قانون جمع التبرعات خلال رمضان

أوصت إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون بعدم السماح للجمعيات الخيرية بجمع التبرعات النقدية، بعد الفشل الذريع الذي حققه المشروع السابع لجمع التبرعات، لاسيما المخالفات الجسيمة التي اقترفتها الجمعيات، والتي شوهت صورة العمل الخيري الكويتي، وأضاعت أهدافه المرجوة.

أكد مصدر مطلع في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن نسبة 90 في المئة من أعمال الجمعيات الخيرية والمبرات خلال شهر رمضان المنصرم كانت مخالفة لقانون جمع الأموال للمصلحة العامة، لاسيما الأنظمة المعمول بها في الدولة، معرباً عن أسفه للنتائج المخيبة للآمال التي أظهرتها حملة جمع التبرعات خلال الشهر الفضيل في ما يخص عدم التزام الجمعيات الخيرية والمبرات بالضوابط والآليات التي وضعتها الوزارة بصورة مفزعة لن يتوقع حدوثها.

وأوضح المصدر لـ"الجريدة" أن تلك المخالفات تمثلت في إصرار بعض الجمعيات على إعادة حصالات جمع الأموال، وأكياس جمع الملابس والأثاث في العديد من المناطق، لاسيما وضع الحصالات في البقالات والمحلات التجارية، مشيراً إلى أن فريق التفتيش الميداني التابع للوزارة قام بمصادرة هذه الحصالات وتحرير مخالفات على الجمعيات التي قامت بطباعة أسمائها على هذه الحصالات.

إغلاق

وأضاف المصدر: "تم رفع تقرير شامل إلى وزارة التجارة تضمن أسماء المنشآت التجارية التي تم ضبط الحصالات داخلها، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، والتي تصل إلى إغلاق المنشأة"، مشيراً إلى أن إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون قد أوصت في وقت لاحق بعدم تنفيذ المشروع السابع لجمع التبرعات خلال شهر رمضان نتيجة عدم التزام الجهات الخيرية بالقوانين المعمول بها، ولكن للاسف لم يؤخذ بتوصياتها.

فشل ذريع

وقال المصدر: "اليوم بعد الفشل الذريع الذي حققه المشروع السابع سيتم رفع توصيات من قبل الإدارة بعدم السماح للجمعيات الخيرية بجمع التبرعات النقدية، إضافة إلى إحالة ملف المخالفات إلى الجهات القانونية المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية الخاصة تجاه الجمعيات المخالفة التي شوهت صورة العمل الخيري الكويتي وأضاعت أهدافه المرجوة"، مشيراً إلى أن أبرز المخالفات التي حررتها فرق التفتيش الميداني تمثلت في جمع التبرعات بواسطة إيصالات خاصة بالجمعيات الخيرية وغير ممهورة بختم الوزارة، وجمع الملابس والأثاث والمواد العينية، وهذا ممنوع نهائياً بموجب القانون، إضافة إلى عودة نشر الحصالات في الأسواق والمجمعات التجارية، وجميع هذه المخالفات تعتبر جسيمة، وتعرض مرتكبيها للمساءلة القانونية، وإغلاق حساباتهم في المصارف.

تقييم

وعن إصدار التقرير النهائي لتقييم المشروع السابع وتوصياته أشار المصدر إلى أن إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات تعمل على تجميع المخالفات التي حررتها فرق العمل الميداني لتقييمها، في انتظار مبادرات الجمعيات الخيرية لتزويدها بكشوفات جمع التبرعات وإعادة الإيصالات، وهذا سيتطلب الكثير من الوقت.

وكانت إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون قد أعلنت في وقت لاحق عدم نيتها تنفيذ المشروع السابع لجمع التبرعات خلال شهر رمضان، الذي يأتي تباعاً بعد ستة مشاريع أجرتها الإدارة، نظراً إلى المخالفات الجثيمة التي اقترفتها الجمعيات الخيرية والمبرات والتي شوهت صورة العمل الخيري الكويتي، وأرجعته عشرات السنين إلى الوراء، لكن وزير الشؤون د. محمد العفاسي أبلغ الإدارة البدء الفوري في تنفيذ المشروع، ضارباً بتوصيات الإدارة عرض الحائط رغم النتائج المؤسفة التي حققها المشروع السادس لجمع التبرعات خلال رمضان الماضي.