لن ننكر أن المستشفيات الحكومية في الكويت لطالما عانت «وعكة دائمة»، وتكاد الفوضى تعمها، ناهيك عن رادءة تعامل بعض الأطباء والممرضات، ولكن في الفترة الأخيرة شهدت هذه المستشفيات ما يشبه الصحوة، وإن كانت ناقصة، فأصبحت بعض المستشفيات أكثر نظافة وترتيبا من السابق، لكن مع كل أسف أغلب المستوصفات الحديثة الجميلة الواسعة الأنيقة هي من تبرعات لأشخاص أشفقوا على الوضع الصحي في بلدهم.

Ad

وعلى الرغم من أن الحكومة لم تشفق على مستشفياتنا، لكن تظل هناك مستشفيات مازالت تعاني عدم تنسيق وفوضى، وقد يؤدي الإهمال فيها إلى الموت أحيانا، وأقصد هنا ما يلقبه الكويتيون بـ»مستشفى الموت» وهو مستشفى مبارك.

وبدءا بالمواقف في هذا المستشفى فهي مكتظة دائما، وذلك لوجود كلية الطب إلى جانبه، فضلا عن وجود سيارة الإسعاف في أغلب الأوقات أمام باب المستشفى مع ذوي من نُقل فيها مما يؤدي إلى إحداث «ربكة» عند الباب، والحل بسيط أن توجد دورية واحدة يوميا لتنظيم حركة السير حتى يلتزم الناس وينصاعوا لتوجيهاتها في حالة حدوث الازدحام الذي يحتاج إلى تنظيم فقط لا أكثر ليتم تحاشيه.

ويشتكي أغلب المرضى بعد وصولهم إلى مستشفى مبارك من أنه على الرغم من تعاون موظفات الاستقبال وأطباء الطوارئ، فإن نقص الغرف للحالات التي تستدعي المبيت هو مشكلة دائمة، بالإضافة إلى عدم وجود الطبيب أو الاستشاري المختص في حالة المريض، فعلى سبيل المثال إن تعرض شخص يعاني مرضا في القلب لانتكاسة يجب أن ينتظر حتى يأتيه هذا الطبيب، وقد يتطلب هذا الإجراء أياما ولربما أكثر إن لم يتم استخدام «واسطة».

وجود مستشفى بحجم مستشفى مبارك يجب أن يجهز بطريقة تستوعب جميع المناطق التي يغطيها، فالكل يشهد أن مستشفياتنا تمتلك أحدث الأجهزة لكنها تفتقر إلى التنظيم والأسرّة.

يجب أن تقدم الخدمات الصحية المناسبة التي تستوعب حجم أفراد هذا البلد الصغير في ظل وجود الوفرة المالية في بلد نفس الكويت، وعندما تعم الفوضى في أهم المرافق مثل المستشفيات فذلك يستدعي وقفة جادة لتوفير مستشفيات بحجم أكبر وطاقم طبي أكبر وعدد من الاختصاصيين والاستشاريين أكبر.

يجب أن نشجع من يملك الطموح لامتهان الطب بألا يشعر بعدم التقدير من قبل الدولة، فلجوء أمهر الأطباء إلى فتح عيادات خاصة يرجع لغياب حافز العمل في المستشفيات الحكومية مما يوقع الناس في مأزق اللجوء إلى العيادات الخاصة، وصرف مبالغ طائلة على العلاج.

أشك في أن تتطور خدماتنا الصحية في ظل وجود أزمات سياسية في البلد، واستجوابات لا تنتهي وتشكيلات وزارية في استمرار، فهذا الوضع سيعيق جميع خطط التنمية التي نحلم بها كمواطنين.

قفلة:

تحكي لي أم أخذت أسرتها الصغيرة للاستمتاع بحديقة الشعب، ولكنها صدمت بافتقار الألعاب للسلامة وعدم وجود حد أدنى من الصيانة التي عفا عليها الدهر، فانتقلت الفوضى والتدهور إلى القطاع الترفيهي، ولو أني أشك في وجود قطاع ترفيهي في بلدنا الطارد للفرح.