«المكيد» و«المركب» عرضان لم يحققا شعار «أيام المسرح للشباب»

نشر في 03-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 03-10-2010 | 00:01
No Image Caption
الوجوه التمثيلية هي الأبرز في العملَين منها البغلي والقلاف
بدأت الفرق المشاركة في مهرجان أيام المسرح للشباب، تقديم عروضها المتنافسة على 15 جائزة مخصصة للدورة السابعة.

دشنت فرقة مسرح الخليج العربي المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب السابع من خلال عرض "المكيد"، تأليف يوسف السريع وإخراج ناصر الدوب.

وقبل الولوج إلى العرض، نتوقف عند عنوان العمل "المكيد" الذي يعني المكان أو البيت الذي  يُقام فيه حفل الزار لمن مسّه الجن، وتُردَّد معه "الشيلات".

إذن، العنوان يدل على ما سيجري في هذا العرض، فهو يتناول "بو نورس" أحد الأشخاص المهمين الذين وصلوا إلى مقاعد مجلس النواب وحققوا أرباحاً مادية وامتلكوا العقارات بفضل الروح الشريرة التي سكنت داخله، عاد "بو نورس" لاجئاً مرة أخرى إلى شيخة الزار التي تُدعى فخرية في "المكيد" ليتخلص من الجنية التي سكنته، فتقوم شيخة الزار بعمل اللازم لمثل هذه الحالات بإشعال المزيد من البخور وتقديم التهليل والتكبير والأدعيات في قوالب من الفنون الشعبية وهي الطنبورة والقادري لاستخراج الجنية من جسد "بو نورس"، لكن الجني والجنية الحاضرين في المكيد ينجحان في افشال مهمة فخرية، ويموت "بو نورس".

قدمت فرقة الخليج استعراضاً ناجحاً (show)، لحفل الزار والفنون الشعبية من "القادري" و"الطنبورة" وبأداء جماعي راقص ومتناغم، أما العرض فقد افتقد الدراما!

أما الديكور والأكسسوارات فقد كانت موظفة جيداً لحفل الزار بوجود الأعلام الملونة وكذلك الرموز والنجوم والطلاسم على الجدار الخلفي، إضافة إلى الاهتمام الدقيق للمعتقد بأنه يتحتم على الزائر لهذا المكيد أن يكون طاهراً ويجب أن يخلع حذاءه قبل الدخول.

أما بالنسبة إلى التمثيل، فهناك أداء حركي طيب ليوسف البغلي من خلال "بو نورس"، أما منال الجارالله فقدمت دوراً متميزاً عبر "فخرية".

«المركب»

كما قدم المعهد العالي للفنون المسرحية ثاني عروض المسابقة، عبر بوابة "المركب"، من تأليف هديل الفهد واعداد وإخراج علي عبدالمحسن.

بدأ العرض بتقديم مسرحية كشفت النقاب عن موضوع العمل، وهو صعود الحاكم إلى السلطة على أكتاف الشعب، مما أفقد الحدوته المسرحية بريقها بالمباشرة إضافة إلى عنصر التشويق.

ويتناول العرض ثيمة مكررة تطرق إليها العديد من كتّاب المسرح عن الحاكم المستبد وبطانته الفاسدة والمحكوم المقهور، بينهم التركي عزيز نسين الذي قدمها في العديد من نصوصه وقصصه والشاعر سميح القاسم في مسرحية "قرقاش"، وبالطبع الكاتب الانكليزي وليام شكسبير في بعض روائعه المسرحية الخالدة التي صورت هذه الثيمة.

تنطلق فكرة نص "المركب" من خلال وجود امبراطور ظالم، يصدر قرارا بإقامة مسابقة للمخترعين والفائز سيحصل على 5 آلاف قطعة ذهبية، إضافة إلى مشاركته في مهرجان للاختراع العالمي.

وتبدأ البطانة الفاسدة في اختيار أقربائها وترشيحهم للمسابقة كي يفوزوا بالجائزة المادية، ويتصارع شاعر البلاط ورئيس الحرس وأمين الخزنة، متجاهلين من يستحق المشاركة من الشعب، لذا يأمر الامبراطور بتشكيل لجنة لاختيار المخترعين، يتصارع الثلاثة على رئاستها أيضاً، حينها يغادر المركب بعد انتظار طويل، فالجميع يفكر بمصلحته، فلا أحد يكترث بمصلحة الامبراطورية.

العرض غير مكتمل فنياً لأن المخرج لم يستغل بعض الأدوات والحلول الإخراجية جيداً، خاصة لعبة خيال الظل التي تصور خيانة الامبراطور لزوجته مع عازفة الكمان، إذ طغى حديث رئيس الحرس مع أمين الخزنة وزوجة الامبراطور عليها، كما أن الديكور الذي تم بناؤه على هيئة طبقات في القمة مجلس الامبراطور والأسفل الشعب كان عائقاً للحركة ولم يفلح المخرج في استخدامه، فالتوظيف غير موفق البتة، إضافة إلى وجود كرسي الحكم وهو عصري جداً يصلح للمنزل! لقد هبط الإيقاع المسرحي عدة مرات، ولم يستطِع المخرج إيجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي.

أما الممثلون فقد كان الأبرز في الأداء من قام بأدوار زوجة الامبراطور (فاطمة القلاف) ورئيس الحرس وأمين الخزنة والأعمى، ويؤخذ على الامبراطور الذهاب نحو "الإفيهات" غير المبررة، وكالعادة الهنات الكثيرة في تشكيل اللغة العربية فالمرفوع بالضمة يكون منصوباً وغيرها.

"المركب" قدّم هديل الفهد كعنصر جديد في مجال الكتابة المسرحية وفاطمة القلاف كممثلة واعدة.

خلاصة القول: العرضان لم يحققا هوية المهرجان "سينوغرافيا المشهد"، والأمل لايزال معقوداً على بقية العروض.

back to top