آمال: بين ياسر وراضي


نشر في 05-09-2010
آخر تحديث 05-09-2010 | 00:00
 محمد الوشيحي معلش، المقالة هذه تتنقل من شارع إلى شارع، وكي تصل إلى شارع البساتين ستمر مُكرهة بشارع المجاري. والحديث عن دناءة المعمم الهارب، أو المُهَرَّب، ياسر الحبيب، وافتراءاته وطعنه في شرف أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم، ومن قبلهم الرسول صلى الله عليه وسلم، يشبه السير في شارع مملوء بالقاذورات، أجلكم الله، فأغلقوا أنوفكم كلما مر ذكره.

هذا الدنيء استقى أفكاره من المجاري فلوّث العمامة التي يرتديها قبل أن يلوّث أي شيء آخر. وأتحدى أكبر مخرج أفلام خلاعة أن يتخيل ما يتخيله هذا الشاذ المقزز في خطبه ومحاضراته. سوّد الله وجهه.

يأتي هذا في وقت يتقدم فيه المعمم الشيعي الفاضل راضي الحبيب بكبرياء الواثق المتواضع نحو المسجد الكبير، ليشارك إخوانه السُّنة صلاتهم، لذا فالحديث عن راضي الحبيب كالتنقل ما بين بستان وروضة، فافتحوا أنوفكم وصدوركم لاستنشاق أزكى الروائح. ومن الظلم أن نضع الشيخ راضي في مقارنة مع الدنيء المنتن ياسر الحبيب، فالشوارع مختلفة.

خطوة الشيخ راضي الحبيب، أقصد مشاركته أهله السُّنة صلاة القيام في المسجد الكبير، تؤكد لنا أن الراحل العظيم السيد محمد حسين فضل الله لم يمت، وأن بذور أفكاره نبتت وتدلّت ثمارها... وكنا في لبنان لتصوير حلقات برنامجي المقبور «مانشيت»، المخرج والزميل سعود العصفور، رئيس فريق إعداد البرنامج، وأنا، عندما خطر ببالنا استضافة السيد فضل الله في الغد للحديث عن تشرذم المسلمين، فاتصل الزميل سعود العصفور بمنزل السيد، وتحدث مع سكرتيره، فطلب سكرتيره إمهاله دقائق ليبلغ السيدَ الأمرَ، وبالفعل، تلقينا اتصالاً من السكرتير خلال أقل من أربع دقائق يخبرنا فيه بموافقة السيد وترحيبه بنا صباح الغد.

الجميل في الموضوع، أن السكرتير سأل: «هل تعرفون عنوان بيت السيد؟»، فأجابه سعود: «لا»، فأخذ يصف له الطريق: «... وعندما تصل إلى الجامع الفلاني تسأل وسيجيبك المارّة». إذاً هكذا؟ لا حراسة ولا بوابات أمنية ولا مسلحون ولا ولا ولا... إنها كبرياء التواضع وعظمة البساطة يا سيدي.

ولسوء حظنا وقفت الظروف عائقاً بيننا وبين مهمتنا، فاتصلنا نعتذر وطلبنا تأجيل اللقاء... رحمك الله يا سيد يحبه الجميع، ويحرص على إسقاء بذوره العقلاء، ومنهم الشيخ راضي الحبيب.

على أن الشيخ راضي الحبيب لم يزعج الناس بفاكساته الصفراء المسمومة، ولم يحرّض الجهّال على شق الصفوف ويعلن دعمه لهم في الانتخابات، بل تعامل مع وطنه كما تتعامل الأم مع وحيدها الذي رُزِقَتْهُ بعد طول انتظار، وكما يتعامل النحّات مع تحفته الثمينة، ينظفها بفرشاته صباح كل يوم، ويغطيها قبل النوم خوفاً عليها من ذرات الغبار.

***

وكما أن أهل الدين مختلفون، كذلك يختلف أهلُ السياسة بعضُهم عن بعض، فمنهم من قاتلت لتعيين زوجها بدرجة وكيل وزارة، ونجحت، ومنهم من يطلب من ابن عمه عدم قبول المنصب الذي حصل عليه عن طريق الانتخاب لا التعيين الحكومي.

مسلم البراك وأحمد البراك... لم تأتيا بجديد، لذا لم نندهش من موقف بطولي كهذا، فإذا أنتما لم تفعلا ذلك فمن يفعله. معلش، الهامات ليست متساوية، والنفوس كذلك.

back to top