كشف مصدر رفيع لـ"الجريدة" أن أداء المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل، من خلال سوء إدارته للمفاوضات غير المباشرة، هو السبب في وصول المفاوضات الى طريق مسدود.

Ad

ولفت المصدر الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ ميتشيل خلال لقائهما في القدس أمس الأول "بشكل واضح وأكثر من مرة" انه يرفض ما تقترحه السلطة الفلسطينية حول "الشروط المسبقة" وأن تكون هناك مرجعية للمفاوضات على شكل إعلان لـ "الرباعية الدولية" يؤكد أن المفاوضات ترتكز على حدود 67 والوقف الكامل للاستيطان.

وقال نتنياهو لميتشيل، بحسب المصدر، "لماذا لا نذهب الى المفاوضات المباشرة من دون فذلكات ومرجعيات؟"، فأجابه ميتشيل: "أنتم تستطيعون ان ترفضوا قرار الرباعية المتوقع ولكن تستطيعون في نفس الوقت المشاركة في المفاوضات المباشرة". إلا ان نتنياهو رفض الأمر وقال انه "غير مستعد للدخول في هذا الفخ".

وذكر المقربون من نتنياهو ان على ميتشيل أن يعرف ان اسرائيل "لن توافق على اي رمز أو إشارة لشروط مسبقة". وأوضحوا ان "إسرائيل لم تفاجَأ بموقف السلطة الفلسطينية إنما تفاجأت من تصرف ميتشيل الذي يعي تماماً انها لن تقبل حدود 67 ووقف الاستيطان، وذلك لاعتبارات سياسية وأمنية وائتلافية". وتساءلوا: "لماذا يوهم ميتشيل الفلسطينيين بقبول اسرائيل مثل هذه الشروط ويزرع لديهم آمال قد تفجر ازمة عنف إذا ما تبددت؟".

وحمّل مستشارو نتنياهو ميتشيل مسؤولية فشل المفاوضات لأنه "لا يفكر ملياً ولا يفحص الأمور حتى النهاية ويقرر حسب تقديرات خاطئة دون بحث الأمر في العمق مع اسرائيل وفهم الموقف".

وقال مسؤول كبير ان ميتشيل "على عجلة من أمره لتزويد رئيسه (الرئيس الأميركي باراك أوباما) بمكسب ما في الشرق الأوسط". وأضاف ان "أداء ميتشيل وفشله في هذا الملف هما بمثابة هدف ذاتي أدخله في شباك الادارة الأميركية".

الى ذلك، قال مصدر في مكتب نتنياهو ان الأخير "سيواصل الحديث مع الادارة الاميركية عبر قنوات أخرى غير ميتشيل لشرح الموقف الإسرائيلي ومحاولة تجاوز الفشل".