قرار الجامعة العربية توجيه طلب إلى مجلس الأمن الدولي لاستدراج تدخل في هيئة حظر جويًّ على ليبيا لحماية المواطنين الليبيين من بطش «الأخ قائد الثورة» وأشباله الغر الميامين, الذين يبدو أنهم يتقنون الشتم اقتداءً بوالدهم أكثر من إتقانهم الحرب والقتال والسياسة, لن يؤدي إلى أي نتائج فعلية طالما أنه سيكون في إطار الالتزام بعدم التدخل العسكري الخارجي في الشؤون الليبية.

وبداية فإنه لابد من التساؤل عن كيفية إمكان أن يفرض مجلس الأمن الدولي حظراً جوياً على ليبيا يُحيَّد سلاح جو القذافي بالنسبة للمعركة الدائرة الآن بين نظام العقيد والثوار بدون الاستعانة بقوات جوية وبحرية لفرض مثل هذا الحظر...؟!

Ad

هناك بعد اتخاذ هذا القرار, الذي يبدو أنه جاء استجابة لرغبة دولية أكثر منه استجابة لرغبة رسمية عربية, احتمالان هما: إما أن يكون مثل هذا الحظر بدون أي تدخل عسكري خارجي، وعندئذ فإن «الأخ قائد الثورة» سيواصل القتال والتدمير بالقوات البرية، وإما أنه سيرفض الإذعان لأي ضغط من الخارج ويستمر في معركته وذبحه لأبناء الشعب الليبي وللمقيمين على أرض ليبيا, عرباً وأجانب, وعندئذ فإن قرارات الجامعة العربية ستكون مجرد رفع للعتب، بل مجرد صرخة في واد وغطاء لمجزرة من الواضح أنها ستكون, إن لم يكن هناك ردع منذ الآن, من أبشع المجازر التي عرفها التاريخ.

غير ممكن فرض حظر جويًّ بدون قوة عسكرية وهذه القوة العسكرية إما أن تكون دولية وبقرار من مجلس الأمن الدولي أو على غرار التدخل في البلقان، وإما أن تكون عربية وهذا على ما يبدو غير متوقع وغير ممكن،  مما يجعل البديل أن يبادر بعض العرب إلى تبني المنطقة الليبية «المحررة» وتأهيلها عسكرياً وتمكينها من أن يكون لها جيشها المدرب والمسلح القادر على التصدي لقوات القذافي التي تتمتع بتفوق بالتسليح الثقيل والخفيف،  وإن هي ربما لا تتمتع إطلاقاً بالقدرة المعنوية.

إن هذا هو واقع الحال، فالحرب في ليبيا الآن هي حرب حياة أو موت،  ويقيناً أنه إذا بقي قرار الجامعة العربية مجرد حبر على ورق ومجرد صرخة في واد، فإن على العرب الذين اتخذوا هذا القرار أن يبلغوا الشيخ يوسف القرضاوي منذ الآن أن يهيئ نفسه لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار، والبقاء لله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة