أثار الحريق الهائل الذي شب في منطقة جبل الكرمل، وفشل السلطات الإسرائيلية في إخماده ردود فعل سياسية متعددة، إذ تصاعدت الدعوات إلى استقالة وزير الداخلية، بينما أجمع المراقبون على أن إسرائيل ليست جاهزة للحرب.  

Ad

أشعل الحريق الأكبر في تاريخ إسرائيل، والذي اندلع في منطقة جبل الكرمل قرب حيفا حرائق سياسية في اتجاهات متعددة، فقد دعا وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو وسياسيون معارضون ووسائل إعلام الى استقالة وزير الداخلية إلياهو يشاي المنتمي إلى حزب شاس الديني المتشدد في أعقاب الفشل في إخماد الحريق، في وقت برز اجماع إسرائيلي على أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير جاهزة البتة لأي حرب قد تندلع قريباً.

ميدانياً، أعلن وزير الأمن العام الإسرائيلي اتسحق اهارونوفيتش أن فرق الاطفاء "باتت على وشك" السيطرة تماما على حرائق الغابات التي تجتاح جبل الكرمل، منذ الخميس الماضي.

وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري: "تمت السيطرة على النيران في كل مراكز الحريق الكبرى، وهنالك بعض البؤر الصغيرة التي يجري العمل على اخمادها، حسب المعلومات التي وصلتنا في الساعة الاخيرة من مروحية الشرطة".

وطالب أعضاء في الحكومة وفي الكنيست (البرلمان) من حزب "العمل" (يسار الوسط) الشريك في التحالف الحكومي، ونواب من حزبي "كاديما" (يمين الوسط) و"ميرتس" (يسار) المعارضين يشاي بالاستقالة مشيرين الى أن وزير الداخلية عرف كيف يطرح مواقف متشددة والحصول على ميزانيات لصالح شؤون قريبة منه ومن حزب "شاس" مثل ميزانيات لطلاب المعاهد الدينية والمباني الدينية، لكنه لم يعمل بشكل مشابه لصالح قوات الإطفاء والإنقاذ.

وقال يشاي قبيل بدء اجتماع الحكومة الأسبوعي الذي عقد في مدينة طيرة الكرمل قرب حريق جبال الكرمل، إن جهاز إطفاء الحرائق ليس جاهزا للحرب، وأضاف ردا على تحميله المسؤولية عن إخفاق إخماد النيران إنه يؤيد " تشكيل لجنة تحقيق رسمية لتجد المذنبين الحقيقيين".

وقررت الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها أمس رصد ميزانية بمبلغ 16 مليون دولار لتعويض المتضررين من حريق الكرمل والذين اضطروا إلى مغادرة بيوتهم.

من جهة ثانية، دعا كاتبان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليمينية نتنياهو إلى السعي للتوصل إلى سلام مع العرب. وكتب الصحافي أوري مسغاف ان "الاستنتاج المحترق من الحريق المشتعل في الكرمل هو أنه من الأجدى لإسرائيل أن تسارع إلى صنع السلام، فهي ببساطة ليست جاهزة لمواجهة كارثة". وتابع: "انه لأمر مخيف التفكير في ما الذي سيحدث هنا في حال التعرض لهجمة صاروخية شاملة"، مشيراً الى أن "رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش والمفتش العام للشرطة قادوا عملية إخماد الحريق دون فائدة، فتخيلوا لو أنه تعين عليهم مواجهة خمسة أو عشرة مواقع مشتعلة في أنحاء البلاد وفي موازاة ذلك كان على قادة الدولة الانشغال بأمور أخرى غير الجباية المهينة لطائرات إخماد الحرائق من جهات الدنيا الأربع".

وكتب المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت" شمعون شيفر في الاتجاه ذاته، وأشار إلى أنه "عندما يحلق الصاروخ الأول فوق رؤوس مواطني إسرائيل من جهة الشمال أو الجنوب ومن بعيد أو قريب، فإن القيادة السياسية لن تستطيع الاعتماد على زعماء اليونان وقبرص وروسيا".

ورأى أن "العبرة المقترحة أمام صناع القرار هي أنه من الأجدى البحث عن طرق لتحقيق اختراق سياسي مع الفلسطينيين وسورية والدول العربية المعتدلة، وهكذا فقط سنتمكن من إخماد الحريق الذي قد يصيب مواطني إسرائيل".

في سياق آخر، أجرى نتنياهو اتصالان هاتفيان بالرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وشكرهما على مشاركتهما في إخماد حريق الكرمل.

  (القدس، تل أبيب - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي أي)