يحيى الفخراني، نور الشريف، يسرا، عادل إمام... أسماء تتبادر إلى الأذهان في كل مرة يتم فيها الحديث عن أجور النجوم الذين يشاركون في دراما رمضان على الشاشة، باعتبار أن هؤلاء هم الأغلى أجراً حتى أنه يلامس سنة بعد أخرى حدود الخيال.

Ad

هل كلّ ما يتردد من أرقام حقيقة أم مجرد إشاعات لتأليب الرأي العام على هؤلاء النجوم أو لتحقيق مزيد من الدعاية للمسلسلات التي يشاركون فيها؟

يتصدّر القائمة كالمعتاد يحيى الفخراني في «شيخ العرب همام»، نور الشريف في «الدالي»، يسرا في «بالشمع الأحمر»، إلهام شاهين في {امرأة في ورطة» و{ما زلت آنسة»، ليلى علوي في «حكايات وبنعيشها»، نادية الجندي في «ملكة في المنفى»، إذ تتراوح أجورهم بين خمسة إلى سبعة ملايين جنيه.

بعد ذلك يأتي نجوم السينما الذين اقتحموا الشاشة الصغيرة في مقدّمهم: هند صبري في «عاوزة أتجوز»، غادة عادل في «فرح العمدة»، مي عز الدين في «قضية صفية»، أحمد عيد في «أزمة سكر»، شريف منير في «بره الدنيا»، إذ تتراوح أجورهم بين ثلاثة إلى أربعة ملايين جنيه.

امتدت الزيادة في الأجور لتطاول منة فضالي، أحمد فلوكس، عمرو يوسف، آيتن عامر، صلاح عبد الله وغيرهم من نجوم خط الوسط والأدوار الثانوية، إذ تتراوح أجورهم بين 150 ألفاً إلى مليون ونصف مليون جنيه.

عرض وطلب

يرى المنتج جمال العدل أن الأجور ارتفعت عموماً لتواكب الغلاء الذي يسيطر على الحياة اليومية، «بما أن النجوم جزء من نسيج المجتمع فمن الطبيعي أن يتأثروا بكل ما يحيط بهم وتطاول الزيادة أجورهم، وإن كانت القاعدة الرئيسة التي تحكم المسألة تتعلق بالعرض والطلب»، مؤكداً في هذا الإطار أن أجر النجم لا يؤثر على العمل الفني.

يضيف العدل: «ليست أجور الأبطال هي التي زادت لكن موازنة العمل الفني ارتفعت أيضاً، مع أن تلك الزيادات تؤثر سلباً على الأرباح بالنسبة إلى المنتجين».

يشير العدل إلى أن مكاسب هذا الموسم أقل من رمضان الماضي على رغم زيادة عدد الفضائيات، لأن كل فضائية خفّضت موازنتها ما أدى حكماً إلى انخفاض سعر المسلسل بشكل ملحوظ.

البرامج التلفزيونيّة أيضاً

امتدت ظاهرة ارتفاع الأجور إلى البرامج التلفزيونية ربما لإدراك منتجي هذه البرامج أهمية استضافة النجوم في التسويق لها، في المقابل يرى النجوم في تلك البرامج فرصة لتحقيق الحضور على خارطة الشهر الفضيل، خصوصاً أولئك الذين لم يشاركوا في أعمال درامية في رمضان وفشلوا في تحقيق حضورهم على خارطة السينما، لذا يحدّد البعض أجره بالدولار والبعض الآخر بالجنيه المصري، وكلّها أجور مرتفعة قد تصل إلى 60 ألف دولار للحلقة.

يعدّ كلّ من منى زكي، أحمد حلمي، أحمد السقا، كريم عبد العزيز من أغلى النجوم أجراً، لأنهم غير منتشرين إعلامياً ما يجعلهم مرغوبين ويسمح بالتالي في رفع أجورهم، في رأي الناقدة ماجدة موريس.

عادل إمام الأغلى

يمتدّ مسلسل زيادة الأجور إلى رمضان المقبل، إذ يتردد أن عمرو دياب سيتقاضى 20 مليون جنيه لقاء مشاركته في عمل درامي سيُعرض في رمضان المقبل، فيما سيتقاضى عادل إمام مليون جنيه عن كل حلقة أي 30 مليون جنيه عن المسلسل، بذلك يكون أجره الأعلى لممثل في الوطن العربي، ما قد يدفع بعض الممثلين إلى المطالبة برفع أجورهم أيضاً.

ترى الناقدة ماجدة موريس أن كل ما يتردد يقع ضمن دائرة الإشاعات، إلا أنها تؤكد أنه حتى لو كانت تلك الأجور صحيحة فإن عادل إمام وعمرو دياب هما نجمان استثنائيان لا يخوضان المنافسة مع غيرهما كونهما لا يحققان حضوراً في رمضان سنوياً، «من ثم لهما مطلق الحرية في اختيار أعمالهما الفنية وطريقة تقديمها والتدخّل في مجمل التفاصيل».

من جهة أخرى، تعزو موريس ارتفاع الأجور إلى فكرة العرض والطلب والقدرة على جذب أكبر قدر من الإعلانات. وتضيف: «يفترض أن تتحدَّد جودة العمل بعيداً عن أجر النجم وإن كان هذا الأخير يشكل عبئاً على الموازنة كونه يلتهم أكثر من نصفها أحياناً».

طفرة مرضية

يشير السيناريست بشير الديك إلى سوء توزيع في موازنة الأعمال الفنية، «ذلك أن النجوم يلتهمون نصفها مع أن السيناريو هو العمود الفقري في المسلسل ولا بدّ من أن يحصل المؤلف على نصف الموازنة بدلاً من النجم، وهذا ما لا يحدث للأسف»، مع اعترافه ضمنياً بأن أجور المؤلفين شهدت أخيراً طفرة أصبحت مرضية إلى حدّ ما.