من صيد الإنترنت!

نشر في 12-10-2010
آخر تحديث 12-10-2010 | 00:01
 حمد نايف العنزي أسرع "بول" ذو الست سنوات إلى منزله شاكيا رفيقه "جيمي"، فأخرجت أمه ميزانا قديما وبعض القطع الخشبية التي يلهو بها، وقالت له: "إليك لعبة جميلة... سأضع قطعة من المربعات الخشبية في هذه الكفة من الميزان كلما ذكرت لي عيبا من عيوب "جيمي"، وعليك أن تعدد هذه العيوب"، فذكرها "بول" ووضعت أمه عددا يعادلها من القطع في كفة الميزان ثم قالت: "والآن عدد لي حسناته... ألا يدعك تركب دراجته؟ ألا يقاسمك الحلوى؟ ألا يؤثرك في اللعب على باقي الأطفال؟

كان "بول" يجيب كل مرة بنعم على مضض، فتضع أمه قطعة في كفة حسناته حتى رجحت على كفة عيوبه، فضحكت أمه وقالت: "أريدك من اليوم كلما انتقدت إنسانا أن تقابل بين حسناته وسيئاته، لتحكم عليه الحكم الصحيح والعادل"!

- ليس "بول" وحده يا سيدتي... فكلنا نقع في مثل الخطأ، فنحكم على صديق أو قريب أو حبيب من خلال تصرف خاطئ ارتكبه، أو صفة سيئة يتصف بها، أو طبع قد تطبع به، ونتناسى ونتجاهل ما فيه من صفات أو عادات أو طباع أخرى جميلة وحسنة، ويزداد الأمر سوءا مع من يختلف عنا في الرأي والعقيدة والمذهب حيث لا نرى فيه إلا شرا مطلقا، وفسادا مطبقا، مع أنه قد يفوقنا في كل الصفات الحسنة، ولديه من الخير والأخلاق ما ليس لدينا ربعه!

***

جلس ثلاثة من كبار السن يتباحثون في خير طريقة يخرج بها المرء من هذه الدنيا إلى الآخرة، فقال الأول وعمره 75 سنة، إنه يتمنى أن يحدث ذلك على عجل، ولذلك يفضل أن يموت في حادث سيارة مسرعة، ووافقه الثاني، وعمره 85 سنة، على ضرورة العجلة لكنه آثر أن يقتل في حادثة طائرة، وتمهل الثالث وعمره 95 سنة في اختياره ثم قال: لعل رأيي خير من رأيكما، فأنا أفضل أن يرميني بالرصاص... زوج غيور!

- تذكرني ثقة هذا العجوز في "إمكاناته العظيمة" بمن يدعون خصومهم في المذهب للمباهلة بين حين وآخر، وكل منهم واثق كل الثقة من أنه يحمل الحقيقة المطلقة بين جنبيه، وأن الآخر على خطأ وملعون في الدنيا والآخرة، وبأن رحمة الله ومقاعد الجنة مخصصة له ولفرقته الناجية فقط، ولا يعلم هذا وذاك أنهما نكتة الدنيا والآخرة!

***

ظل أحدهم شهورا كثيرة يسعى إلى استيفاء دين له عند صديق طال زمن استحقاقه، لكن كل مناشداته وتوسلاته وتهديداته لصاحبه ذهبت عبثا لا طائل تحته، فلجأ أخيرا إلى كتابة رسالة رقيقة تستدر الدمع، ووضع مع الرسالة صورة لطفلته الصغيرة وكتب تحتها: "سبب حاجتي للمال"!

بعد أيام... وصلته رسالة من صاحبه وقد طواها على صورة امرأة فاتنة الجمال ترتدي المايوه على شاطئ البحر وقد كتب تحتها: "سبب عجزي عن الدفع"!

- واضح أن لكلا الصديقين ظروفه الصعبة التي تجبره على صنع ما لا يريد صنعه، مع وجود النية الطيبة والصادقة دائما، ومن يدري، لعل من رفعوا أسعارالطماطم أخيرا لديهم صور مماثلة، أجبرتهم على رفع الأسعار مضطرين غير راغبين بذلك أبدا!

***

دعي الأستاذ وليم. وب إلى المحاضرة في إحدى الجامعات عن "منزلة الآداب في التعليم"، وكان الرجل الذي سبقه في الحديث يرى أنه لا ينبغي أن تكون المنزلة الأولى في التعليم للآداب بل للتربية العملية النافعة حيث قال: "إن ما نحتاج إليه هو مناهج عملية، فالشيء الذي أريد ابني أن يعرفه هو أن يحلب البقرة مثلا"!

فلما جاء دور "وب" قال: "هذا رأي عظيم، أما أنا فأريد لابني أن يكون قادرا على أن يحلب بقرة، غير أنني أريده أن يكون قادرا على أن يصنع أشياء أخرى لا تكون العجول أقدر منه على صنعها"!

- لكي تتأكد أن الأستاذ "وب" كان على حق، انظر حولك هنا، فإنك سترى من هو عاجز حتى عن أن يقوم بما تقوم به العجول بسبب التعليم السيئ ومخرجاته المتردية... والنطيحة أيضا!

back to top