آسيا والخطط التنموية

نشر في 09-11-2010
آخر تحديث 09-11-2010 | 00:00
 د. ندى سليمان المطوع «طغى الخلاف بيننا على التعاون، والتردد على المبادرة، وحبست المصالح المشتركة في شراك الشك»... من كلمات سمو الأمير أمام القادة العرب ضمن الخطاب الافتتاحي للقمة الاقتصادية بتاريخ 19-1-2009.

ومع افتتاح البرلمان وحرص سمو الأمير على مبدأ المعالجة المنهجية لمسيرة العمل السياسي، وحرصنا جميعا على ملف الوحدة الوطنية، وحماية الكويت من مظاهر الفرقة والتشتت والفتن، وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر حول ملف العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وأسباب العثرات والاختناقات التي تعرقل مسيرة العمل التشريعي والتنفيذي، إلا أننا نتفق على أهمية تفعيل مبدأ المواطنة في العمل الإعلامي بمختلف مؤسساته وأدواته.

واليوم ونحن أمام تهديدات بالمزيد من الاستجوابات، والتباهي في استخدام أساليب الضغط، واستمرار المزايدات الشعبية حول إثارة الشكوك والشبهات حول كل ما هو حكومي نقف أمام التردد الحكومي في اتخاذ القرار، والذي يقابله اندفاع برلماني لا محدود، وخير مثال على ذلك القضية الرياضية... إذ شكل النواب لجنة للشباب والرياضة تناسب أولوياتهم، والتي تجاهلتها وزارة الشؤون حتى تراكمت الهموم الرياضية اليوم، وانضمت إلى قاطرة الاستجوابات المنتظرة.

وعودة إلى موضوعنا اليوم، والذي يدور حول الخطط التنموية في آسيا, فالدول الآسيوية كاليابان وسنغافورة لها تجارب مثيرة في تنفيذ الخطط التنموية, وسلطت الأضواء على «النخب الإدارية» في زمن المعجزة الاقتصادية, وتجاربها في التحديث يحتذى بها, فاليابان على سبيل المثال برزت كمثال في التحديث والخروج من مرحلة الخوف من نقص الموارد الأولية الضرورية لمصانعهم والدخول في مرحلة اتخاذ القرار، والذي تم بإبرام عقود طويلة الأمد بين الشركات اليابانية وحكومات البلدان المنتجة للمواد الأولية, أما الدور الحكومي في مرحلة تنفيذ الخطط التنموية في اليابان وبعض الدول الآسيوية الأخرى فهو لوزارة التجارة الدولية والتصنيع، إذ أسندت إليها مهام السعي لتدريب وتطوير الطاقات البشرية، والحرص على رفع المستوى الثقافي وتطوير القدرات التقنية، ولذا فقد أظهرت النخب الإدارية في آسيا في فترة الذروة الاقتصادية قدرة هائلة على اختراق جميع الأسواق عبر التوظيف المالي الكثيف، والإنتاج الصناعي والتقني البالغ الجودة, واستمر دورها في الاستثمار بتدريب العمال.

خلاصة الحديث: سواء كان النموذج الياباني أو السنغافوري, فتلك الدول بتطبيق خططها التنموية أثبتت كفاءة عالية في المنافسة من حيث كثرة ساعات العمل، وزيادة الإنتاجية، وارتفاع جودة السلع التنافسية, وتستمر الدول الآسيوية في الاستماع إلى النخب الإدارية والتجارية للمساهمة في المشورة والرأي, والمساهمة بوضع معايير ذات الجودة العالية لخطط التنمية.

كلمة أخيرة: في أثناء حضورنا منتدى القيادات العربية الشابة في دبي قبل عدة أيام بادر سمو الشيخ محمد بن راشد بتوجيه نصيحة لجميع المشاركين قائلا: «ثقوا بأنفسكم وقدراتكم، فذلك سبب نجاح المشاريع»... كلمات ثمينة حفزت روح المبادرة لدى الشباب.

وكلمة أخرى: في العام الماضي أرسلت لي إحدى الهيئات دعوة لحضور مؤتمر في إحدى العواصم الأوروبية، وذهبت على نفقتي الخاصة، واليوم وبعد مرور عام وبكل «جرأة» يتصل موظف من تلك الهيئة ليعلن عدم استعدادهم للتكفل بمصاريف تلك الرحلة... والله عيب!!

back to top