مصر: جاسوس فخ الهند سبب إقالة وزير الري

نشر في 24-12-2010 | 00:06
آخر تحديث 24-12-2010 | 00:06
أظهرت التحقيقات في قضية التجسس التي كشفت عنها السلطات المصرية قبل أيام، وعرفت باسم "فخ الهند"، مفاجآت جديدة، إذ تبيّن أن المتهم الأول طارق عبدالعزيز حسين كان السبب الرئيسي وراء إقالة وزير الري الدكتور محمود أبوزيد من منصبه العام الماضي، وذلك بعد أن اخترق هاتفه وسجل مكالمات تتضمن معلومات مهمة تتعلق بملف علاقة مصر بدول حوض النيل.

وسجّل المتهم مكالمات وزير الري السابق مع المسؤولين المصريين بينهم رئيس الوزراء، ووزير الزراعة، ووزير الخارجية بشأن الأزمة مع دول حوض النيل، ولاسيما دولة المنبع إثيوبيا. وتضمنت المكالمات معلومات سرية جداً. وبعد أيام قليلة فوجئت القيادة المصرية بعلم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بأدق تفاصيل خطة مصر المائية.

وكانت أجهزة الأمن اعتبرت أن وزير الري لم يكن حريصاً في الحفاظ على المعلومات أو أنه استخدمها دون قصد أمام أحد المسؤولين الأفارقة، ما أدى إلى تسربها إلى إسرائيل.

إلى ذلك، شدّدت الشرطة المصرية إجراءات حراسة السفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد إعلان تفاصيل القضية التي اتُّهم فيها مع طارق ضابطان من "الموساد". وغادر القاهرة مساء أمس الأول السفير الإسرائيلي إسحاق ليفانون، عائداً إلى تل أبيب بصحبة زوجته.

 ومن المفاجآت التي اتضحت من التحقيقات أن جهاز المخابرات المصرية راقب تحركات ضابطي "الموساد" والتقط لهما عدة صور خلال تنقلاتهما في دول جنوب شرق آسيا.

وكانت السلطات الأمنية المصرية أوقفت طارق عبدالعزيز حسين (37 عاماً) في شهر أغسطس الماضي، بعد كشف تعاونه مع "الموساد" وقيامه بالتنصت على هواتف الوزراء وكبار المسؤولين في مصر.

وأثناء التحقيق اعترف المتهم بتسجيله مكالمات في غاية السرية والأهمية وتسريبها إلى واشنطن ومنها إلى تل أبيب، ومنها مكالمات لوزراء وقيادات كبيرة في الحزب "الوطني" بشأن أزمة إضراب المحلة المعروف إعلامياً باسم "إضراب 6 أبريل".

من ناحية أخرى، قالت المحامية عصمت طلعت عقل، المنتدبة للدفاع عن المتهم طارق حسين، إن الأخير كانت حالته النفسية عجيبة جداً خلال التحقيقات، مشيرة إلى أنه تمتع بمعاملة جيدة من قبل جهات التحقيق.

وذكرت المحامية أنه كان يتعامل طوال الوقت مع الأمر بلامبالاة شديدة، لدرجة أنها شعرت بأنه لا يُقدِّر خطورة ما يقوله ولا فداحة ما ارتكبه. وأضافت أنه "من واقع اعترافات المتهم، فقد أنشأ أكثر من موقع إلكتروني، كان بعضها خاصاً بالنشاط العقاري في سورية، وأنشأ موقعاً آخر لتوريد الحلويات الشامية، وثالثاً لتوريد زيت الزيتون، كما أنشأ أكثر من بريد إلكتروني استخدم أحدها في مراسلة رئيس تحرير جريدة "الديار" اللبنانية شارل أيوب تحت ستار أنه صاحب قناة تلفزيونية في تايلند"، مشيرة إلى "بريد إلكتروني آخر راسل من خلاله طارق شخصية عربية تعيش في جنوب إفريقيا وعلى صلة وثيقة بإحدى المنظمات الفلسطينية، وتم استدراجه أيضاً إلى تايلند".

back to top