سامي شهاب لمبارك: لسنا إرهابيين ونطلب إعادة محاكمتنا
في رسالة مطولة وجهها إلى الرئيس المصري حسني مبارك، اعترف اللبناني سامي شهاب المدان في القضية المعروفة إعلامياً بقضية "حزب الله – مصر" بأن خليته سعت إلى تهريب السلاح والغذاء والدواء إلى قطاع غزة، والعمل على "تجنيد الشباب المصري للجهاد ضد الصهاينة، فضلاً عن تهريب غير المصريين الراغبين في الجهاد إلى القطاع"، لكنه أنكر تماماً ارتكاب أي عمل إجرامي ضد مصر، وطلب من الرئيس مبارك إعادة محاكمته.وقال شهاب في الرسالة التي تنفرد "الجريدة" بالحصول على نسخة منها:
"أكتب إليكم من محبسي لتوضيح بعض الحقائق التي عجزت تماماً عن توضيحها أثناء محاكمتي أمام محكمة أمن الدولة العليا، أولها: أنني ومن معي من إخوة لسنا إرهابيين ولم نستهدف أبداً المنشآت والمواقع الحيوية المصرية، كما زعم رجال مباحث أمن الدولة، وإنما كانت مأموريتنا تتلخص في أن نستقطب الشباب المصري الراغب في الجهاد ضد الصهاينة وتدريبهم على استخدام السلاح ومساعدتهم على التسلل إلى فلسطين المحتلة للجهاد ضد الصهاينة، وأيضا تهريب الشباب الوافد إلى مصر من الراغبين في الجهاد وأيضاً تهريب السلاح والذخائر والغذاء والدواء وغيرها من المستلزمات الضرورية للحياة، حيث يقوم التنظيم وأفراده (49 شاباً) مصريين وفلسطينيين ولبنانيين بشرائها وتهريبها إلى غزة المحاصرة".واعترف شهاب بتأسيس مشروعات لدعم المقاومة، قائلاً: إن "المشروعات الاقتصادية التي تم رصدها هي بالفعل تابعة للتنظيم الذي أتولى قيادته في مصر وهو تنظيم حزب الله، وإنني شخصياً المسؤول عن إدارة هذه المشروعات، ولكن ليس بهدف استغلالها كساتر للتخفي خلفها، ولكن هذه المشروعات تم تأسيسها وإدارتها لدعم المقاومة في غزة من خلال عمليات جمع وتوزيع الغذاء، نظراً لأن أغلبها محال تجارة مواد غذائية (جملة) ويذهب ربحها لنفس الغرض، وهو دعم الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة".وأنكر شهاب في الرسالة حيازته أي متفجرات، كما أكدت أجهزة الأمن، وقال: "لم يضبط أفراد مباحث أمن الدولة أثناء مداهمة محل سكننا وإلقاء القبض علينا أي متفجرات أو مواد مفجرة أو أسلحة كما هو مذكور في محضر الضبط، كذلك الخرائط والأوراق التي تم الإشارة إليها في المذكرة لا تمت لنا بأي صلة، لكن الأموال المضبوطة هي بالفعل تخصنا بالإضافة إلى أوراق الحسابات الخاصة بالتنظيم ومجموعة من جوازات السفر والأوراق الشخصية لبعض الشباب". وأكد شهاب عدم المساس بأمن مصر مطلقاً، وقال في رسالته: "منذ عام 2000 وحتى الآن اشتركنا في العديد من الأعمال البطولية التي كفلت لأهل غزة الحياة الكريمة، ولم نكن أبدا مجرمين أو خارجين عن القانون، ولم نستهدف مصر بأي عمل عدائي ولم يكن في نيتنا هذا مطلقاً، والدليل على ذلك أننا منذ تأسيس التنظيم في مصر وحتى اليوم لم يحدث أن فعلنا شيئاً يضر بمصر إطلاقاً.وحكمت محكمة أمن الدولة الشهر الماضي علينا بالسجن المشدد 15 عاماً للبعض، والبعض الآخر بالسجن ما بين عشرة أعوام وستة أشهر، وهذه الأحكام كعقوبة عن اتهام بالتخابر مع دول أجنبية وحيازة أسلحة لاستخدامها في استهداف منشآت سياحية وأجنبية ومرافق حيوية على الأراضي المصرية، وجميع هذه الاتهامات غير صحيحة ولا دليل عليها مطلقاً، وقد خلت أوراق التحقيقات تماماً من أي دليل مادي، وجميع ما جاء بمذكرات الضبط والتحريات كلام مرسل من وحي خيال الضباط الذين حرروا هذه المذكرات".وختم رسالته: "أنا بريء من جميع التهم المنسوبة إليّ، وكذلك جميع المتهمين معي في القضية، ونقسم بالله العظيم أننا لم نخطط أو نفكر مجرد التفكير في فعل أي شيء يضر بمصر لكن ما فعلناه هو دعم غزة وأهلها المحاصرين فقط، وهذا عمل بطولي وليس إجرامياً وبالتالي فنحن نستحق التكريم وليس المحاكمة والدليل مرة أخرى هو أننا نعمل في مصر منذ 9 سنوات عام 2000 ولم يبدر منا أي مخالفة في حق مصر، فلماذا إذاً نفعل شيئاً عدائياً ضد مصر الآن؟ "نحن يا سادة نكن لمصر كل الحب والتقدير ولم نفعل شيئاً مخالفاً للقانون، لذا نرجو من فخامة الرئيس الأمر بإعادة محاكمتنا محاكمة عادلة منصفة حتى نعود إلى وطننا أو نعود إلى عملنا وجهادنا ضد الصهاينة، فالواجب الإسلامي والعربي هو دعمنا وليس محاكمتنا والإلقاء بنا في السجون لكي يلتهمنا المرض مثلما حدث معنا، والله الموفق للخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".وكانت مباحث أمن الدولة ألقت القبض على شهاب ومن معه في أغسطس عام 2008، وقدموا إلى المحاكمة أمام محكمة أمن الدولة العليا وتم الحكم النهائي على المتهمين في شهر أبريل الماضي، إذ حكم على ثلاثة منهم بالسجن المؤبد وهم: محمد قبلان، لبناني هارب، ورئيس قسم مصر في وحدة دول الطوق في "حزب الله" ومقره دولة لبنان، وسالم عايد حمدان، وهو هارب، ومدحت السيد حسنين، وهو هارب.وقضت المحكمة بمعاقبة ثلاثة متهمين آخرين بالسجن المشدد مدة 15 عاماً، وهم كل من: محمد يوسف وشهرته سامي شهاب لبناني الجنسية ومسؤول فرع في قسم مصر في "حزب الله" ومقره دولة لبنان، وناصر خليل أبو عمرة فلسطيني الجنسية، ونمر فهمي الطويل فلسطيني الجنسية أيضاً.