«ويكيليكس» يصارع للبقاء على «الشبكة»... ووثائقه الفضائحية تتوالى
• واشنطن تتابع نشاطها الدبلوماسي لإصلاح «ما أُفسِد»
• تركي الفيصل وخالد بن أحمد: لا تأثير على الخليج
• تركي الفيصل وخالد بن أحمد: لا تأثير على الخليج
بينما تنهمك الدبلوماسية الأميركية في بذل الجهود الدبلوماسية لمحاولة رأب التصدعات التي أحدثتها الوثائق السرية التي نشرها "ويكيليكس" في جدار علاقاتها مع الدول الحليفة لها في العالم، يصارع الموقع الفضائحي، ومؤسسه الأسترالي جوليان أسانج، الذي بات يخشى على حياته وحريته، من أجل البقاء، إذ شنّت الولايات المتحدة بالتعاون مع دول أوروبية كبرى، حملةً لحجب الموقع عن شبكة الإنترنت، وذلك لوقف نزيف الوثائق الأميركية التي كانت، حتى أيام قليلة قبل التسريب، ممهورة بطابع "السرية".
بعد أن أصدرت السويد مذكرة توقيف جديدة بحق مؤسسه، حاول موقع "ويكيليكس" أمس، البقاء على شبكة الإنترنت ومقاومة الهجمات التي يتعرض لها والمحاولات الدولية لإسكاته.وأعلن مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج الذي يُعتقَد أنه موجود في بريطانيا، أنه عزز التدابير الأمنية لضمان سلامته بعد أن تلقى تهديدات بالقتل.وفي ستوكهولم أصدر المدعون السويديون مذكرة توقيف جديدة بحق مؤسس الموقع الفضائحي لاستجوابه على خلفية الاشتباه في تورطه في "عملية اغتصاب وتحرش جنسي"، بحق امرأتين في أغسطس في السويد، في حين أفادت تقارير في بريطانيا بأن أسانج قد يُعتقل خلال 10 أيام.واضطُر الموقع الى تغيير اسم نطاق الإنترنت ونقله إلى سويسرا بعد أن أغلقته شركة أميركية كانت تستضيفه في حين حاولت فرنسا منع استضافة "ويكيليكس" على المواقع الإلكترونية الفرنسية.ويستضيف مزود الخدمات "أو في أش" في شمال فرنسا منذ الخميس الماضي، موقع "ويكيليكس" بعدما طرده الأربعاء الموقع الأميركي العملاق أمازون.اتصالات كلينتونصرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي اتصلت بعشرات من القادة الأجانب بعد التسريبات، بأنها تنوي متابعة هذا المسعى طوال "أسابيع".وقالت كلينتون لصحافيين يرافقونها في طريق عودتها إلى واشنطن بعد جولة في آسيا الوسطى والبحرين أمس: "أريد متابعة اللقاءات (حول هذا الموضوع) في الأسابيع المقبلة"، موضحةً أن وسائل الإعلام لم تطّلع بعد على عدد كبير من الـ250 ألف برقية دبلوماسية أميركية.وأوضحت كلينتون أيضاً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر "توصيات" إلى إدارته في شأن المسؤولين الذين يتعين الاتصال بهم، مشيرةً إلى أن قضية ويكيليكس مُدرجة أيضاً على "لائحة" المواضيع التي يناقشها شخصياً مع رؤساء دول وحكومات.دول الخليجمن جهة أخرى، صرح عضوان من الأسرتين الحاكمتين في السعودية والبحرين أمس الأول، أن الوثائق المسربة ليس لها تأثير على دول الخليج العربية، لأنه من الواضح أن البرقيات لا تعكس السياسة الرسمية الأميركية.وأشارا خلال مناقشة في مؤتمر حوار المنامة الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقرّه بريطانيا، إلى أنه يتعيَّن انتظار نشر جميع البرقيات التي حصل عليها الموقع قبل إصدار تقييم نهائي بشأن التسريبات.وصرح الرئيس السابق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل بأن ما كشفه "ويكيليكس" مجرد تسريبات لا بيانات رسمية. وأضاف أنها لا تؤثر على صنع القرار أو صنع السياسة أو التفكير الاستراتيجي في المنطقة.وتابع الأمير تركي شقيق وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن الصورة الكاملة لن تتضح إلا عند الكشف عن جميع الوثائق.كذلك، أشار وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إلى أن البرقيات ألقت الضوء على تفكير الدول العربية. وأضاف أن طريقة تفكير المناطق الأخرى سيُكشف عنها حين تُنشر المجموعة الكاملة من الرسائل.ونفى الشيخ خالد نفياً قاطعاً أن يكون هناك تأثير على الأمن القومي للمواطنين الخليجيين. كما قال إنه لا يتوقع تأثيراً كبيراً على السياسات.من جهته، شكّك الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس، بشدة في صحة البرقيات الدبلوماسية الأميركية.وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في كابول: "لا نعرف ماذا نفعل بهذه الحكاية، هل يجب تصديقهم أم لا... أميل إلى عدم التصديق".تسريبات يمنيةوفي أبرز التسريبات التي تداولتها وكالات الأنباء الدولية أمس، كشفت وثيقة دبلوماسية أميركية أن الولايات المتحدة كانت تشتبه في عام 2009 بأن اليمن أخفى عنها وجود مخزون من الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات لديه، يمكن أن تتحول إلى سلاح خطير إذا وقعت في أيادٍ سيئة.وفي برقية "سرية" تعود إلى الرابع من أغسطس 2009، يقول مخبر أميركي شُطِب اسمه، إن "وزارة الدفاع تملك فعلاً هذه الصواريخ المحمولة لكنهم (اليمنيون) لا يتحدثون عنها لأنهم يعتبرونها من أسرار الدولة".وكان هذا النوع من الصواريخ المضادة للطائرات الذي سُلِّم إلى المجاهدين الأفغان في الثمانينيات، سمح لهم باستعادة المبادرة ضد الجيش السوفياتي وإجباره على الانسحاب.كذلك، ذكرت برقيات دبلوماسية أخرى، أن "الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عرض سراً حرية دخول القوات الأميركية لبلاده لشنّ هجمات ضد أهداف لتنظيم القاعدة".وأفادت تقارير صحافية بأن "صالح قال لجون برينان نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي في سبتمبر 2009: منحتكم باباً مفتوحاً بشأن الإرهاب. ومن ثم لست مسؤولاً".وأشارت التقارير إلى أن "صالح اعترف بعدم قول الحقيقة لشعبه بأن الهجمات الصاروخية الأميركية على القاعدة في ديسمبر الماضي كانت من عمل القوات اليمنية بدعم من الاستخبارات الأميركية".وأفادت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية" بأن "صالح أبلغ الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأميركية: سنواصل القول إن هذه القنابل قنابلنا وليست قنابلكم".ولكن الـ"غارديان" ذكرت أن "الرئيس اليمني لم يوافق على السماح لقاذفات أميركية بالطيران فيما وراء الأراضي اليمنية والاشتباك مع أهداف لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب إذا توفرت معلومات استخباراتية تستدعي القيام بعمل". وأضافت نقلاً عن البرقيات أن "صالح فضّل استخدام القنابل الموجّهة بشكل دقيق التي تُطلق من طائرات على استخدام صواريخ كروز التي تُطلق من السفن والتي تُعدّ غير دقيقة جداً".الملف اللبنانيأما في ما يخصّ التسريبات المتعلّقة بالملف اللبناني التي نشرها "ويكيليكس"، أفادت إحدى البرقيات الدبلوماسية الأميركية السرية بأنه في الـ20 من فبراير 2008، التقت القائمة بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في بيروت ميشيل سيسون بالنائب وليد جنبلاط في منزله في بيروت في شارع كليمنصو بحضور وزير الاتصالات مروان حمادة. وتشير الوثيقة إلى أن سيسون يُرافقها المسؤول الاقتصادي والسياسي في السفارة، التقت جنبلاط، الذي كان قد أخبره مستشار النائب سعد الحريري، غطّاس خوري، "عدمَ التحرك"، وهو الذي طلب الاجتماع ليطّلع على آخر التطوّرات."وكانت الرسالة الأساسيّة لجنبلاط أنه على زعيم تيّار المستقبل سعد الحريري وزعيم حركة أمل نبيه بري اللقاء والكلام، وذلك بعد الاشتباكات الأخيرة بين الطرفيْن، لكن الحريري أجاب: "ليس الآن".في ما يتعلّق بزيارة موسى لبيروت في 22 فبراير، قال جنبلاط إن تحالف "14 آذار" يحتاج إلى موقف موحّد من المبادرة. وعند سؤاله عن موقفه من حكومة 10-10-10، لم يُجب مباشرة، لكنّه قال إن المعارضة لن تقبل إلا إذا تحقّقت شروط أخرى، منها الاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبل وعلى أسماء وزراء الداخليّة والمال والعدل. وأضاف أن المعارضة تُريد وزير الداخليّة للسيطرة على الأمن والاستخبارات، وأكثر من ذلك، ستسم المعارضة الياس المرّ بأنه جزء من قوى 14 آذار لتأكيد عدم وصوله إلى وزارة الداخليّة.وسخر جنبلاط من الشائعات التي تتحدّث عن تورّط الدروز في اغتيال القائد العسكري لـ"حزب الله" عماد مغنيّة، قائلاً: "لو كانت عندنا القدرة على اغتيال مغنيّة، لكنا اغتلنا بشار الأسد".كما انتقد جنبلاط جهود سعد الحريري "لاستيراد" سنّة من الشمال، مقترحاً أن "يتواصل سعد مع زعماء شيعة مستقلّين، منهم النائب ياسين جابر ولقمان سليم ومحمد عبدالحميد بيضون، لبناء أفضل العلاقات السنيّة - الشيعيّة". وقال: "نصير الأسعد محاور جيّد أيضاً. وعلى 14 آذار التواصل أيضاً مع داعمين محتملين، منهم الأكراد اللبنانيون، الذين يُمثلون 100 ألف في لبنان، وهم قوّة انتخابيّة، ويجب أن يكونوا مع 14 آذار".وكان موقع "ويكيليكس" نشر وثائق تفيد بأن وزير الدفاع اللبناني الياس المر يريد أن يبقى الجيش على الحياد، لو شنّت إسرائيل حرباً على حزب الله، وأن "ينتظر لتتخلص إسرائيل من الميليشيا في البقاع".وذكرت وثيقة أميركية أخرى: "المر قال لنا إن حزب الله ليس متيقناً في داخله بأنه يستطيع الفوز هذه المرة. عام 2006، كان متيقناً من الفوز. توقع المر أن حرب حزب الله وإسرائيل لن تكون كما تلك التي جرت عام 2006، وأن القتال في وادي البقاع سيكون مختلفاً. وقال المر إن إسرائيل دفعت الثمن في الحرب السابقة عبر القتال داخل القرى، وليس لديك شك في أن إسرائيل لن تدخل نفسها في شرك القرى مرة ثانية. وبدلاً من ذلك، يظن المر أن الإسرائيليين سيتخطون القرى لملاحقة القوة الرئيسية لحزب الله، أي الصواريخ".غموض في مصرمن جهة أخرى، كشفت وثائق أميركية مسرَّبة إلى صحيفة مصرية أن الإدارة الأميركية تعتقد أن هناك غموضاً بشأن مستقبل الرئاسة في مصر في ضوء الانتخابات المقررة العام المقبل.وذكرت برقية مرسلة من السفارة الأميركية في القاهرة أنه من غير المعلوم إن كان الرئيس المصري حسني مبارك سيرشح نفسه للانتخابات المقبلة أم أنه سيترك ذلك لنجله الأصغر جمال مبارك.وفي وثيقة أخرى سربها موقع ويكيليكس تكشف السفارة الأميركية في القاهرة عن شكوك تبديها مصر بشأن الضغوط التي تمارسها واشنطن على الحكومة المصرية في ما يتعلق بقضايا الديمقراطية والانفتاح السياسي.وذكرت البرقية أن الحكومة المصرية تعتقد أن الضغوط الأميركية تصب في خانة دعم نشاط حركة الإخوان المسلمين المعارِضة.وتعبِّر السفارة الأميركية في برقية أخرى عن "إعجابها بجهود جهاز الأمن المصري في محاربة الإرهاب، إلا أنها تعبّر عن بعض القلق بشأن الوضع في شمال سيناء المحاذية لقطاع غزة".وتشير إحدى البرقيات التي أرسلتها السفارة إلى واشنطن إلى أن مصر تشعر بتهديدات من تنامي النفوذ الايراني في المنطقة، كما تؤكد عدم وجود أية مؤشرات على تحسن في العلاقات بين البلدين.بوتفليقة وفرنسامن جانب آخر، أفادت مذكرات دبلوماسية أميركية أخرى بأن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة كان يرى في عام 2007 أن "فرنسا لم تقبل فعلياً يوماً الاستقلال الجزائري، وتحاول تصفية حساباتها مع الجزائر عبر دعم المغرب".كما رأى بوتفليقة أن "الفرنسيين ونظراً لتاريخهم الاستعماري في المغرب لا يستطيعون لعب دور بنّاء في النزاع" في الصحراء الغربية.وجاءت تصريحات الرئيس الجزائري التي وردت في مذكرات نشرتها صحيفة "لوموند" مساء أمس الأول، خلال لقاء مع مستشارة الرئيس الأميركي جورج بوش للشؤون الأمنية، فرانسيس فراغوس تاونسند.وعن الصحراء الغربية، قال بوتفليقة: "لو كنت أستطيع حل المشكلة لفعلت ذلك، لكنني لا أستطيع التحدث باسم الصحراويين". وأضاف أن "ما يجب أن يحصل هو أن يتوصَّل المغرب وبوليساريو (جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) إلى حلّ، ويمكنهما أن يفعلا ذلك بمساعدة الأميركيين".وبحسب مذكرة أخرى، بتاريخ نوفمبر 2009 انتقد بوتفليقة ملك المغرب محمد السادس. وقال إنه "ليس منفتحاً وتنقصه التجربة. لكن يبدو أنه ينظر بتقدير إلى شقيقه الأمير رشيد، الذي أكد أنه مازحه وأجرى مناقشة ودية معه خلال لقاء في إشبيليا في إسبانيا".(لندن، واشنطن - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)وزير المالية الأفغاني أول الضحاياقدّم وزير المالية الأفغاني عمر زخيلوال أمس، استقالته بسبب برقية أميركية مسرّبة أوردت أنه وصف الرئيس حميد كرزاي بأنه «رجل ضعيف».وقال وزير المالية الأفغاني في مؤتمر صحافي، إنه لم يستخدم مطلقاً كلمة «ضعيف» لوصف كرزاي وإنه قال إن السفير الأميركي كارل ايكنبري كان قد «استخدم اسمي لتدعيم رأيه في رئيسنا». وأضاف: «أرى أن هذا يفتقد المهنية بشدة... أرى أن هذا ينطوي على قدر هائل من عدم الاحترام... أرى أن هذا يفتقر الى الدبلوماسية بشدة. وهذا لا يترك ثقة بيني وبين السفير». وأكد أن العلاقات مع السفارة الأميركية في كابول تضررت.وجاء في برقية ترجع إلى فبراير الماضي سربها «ويكيليكس» أنه تردد أن زخيلوال أبلغ ايكنبري بأن كرزاي «رجل بالغ الضعف» ولا يستمع إلى الحقائق. (كابول - رويترز)«باي بال» يغلق حساب «ويكيليكس»أعلن موقع "باي بال" للتحويلات المالية أنه أقفل حساب موقع "ويكيليكس" الذي يحصل من خلاله على تبرعات مالية.وذكرت الشركة التي تدير الموقع المالي في بيان أنها قيدت بشكل دائم الحساب الذي يستخدمه موقع "ويكيليكس" بسبب انتهاكه سياساتها المعمول التي تحرّم استعمال خدماتها في "أي نشاطات تشجّع وتسهّل أو ترشد الآخرين إلى الانخراط بنشاطات غير شرعية". وأوضحت أنها أبلغت المسؤول عن الحساب ذلك.ويأتي إغلاق حساب "ويكيليكس" بعد حملة عالمية شُنَّت على الموقع الذي نشر حوالي 250 ألف وثيقة سرية من السفارات الأميركية حول العالم وفتح تحقيقات في الولايات المتحدة ودول أخرى حول شرعيته.وكان موقع "أمازون" قد أزال "ويكيليكس" من المواقع المُدرجة عليه كما سحبت الشركة الأميركية التي تمنحه اسم النطاق خدماتها ما أدى إلى إغلاق الموقع عدة ساعات.وقد تنقل الموقع أمس الأول، بين عدة خوادم إنترنت أوروبية وعاد إلى الشبكة العنكبوتية من سويسرا.(واشنطن ــ يو بي آي)